كتاب الأغاني،

أبو الفرج الأصبهاني (المتوفى: 356 هـ)

أخبار علية بنت المهدي ونسبها ونتف من أحاديثها

صفحة 368 - الجزء 10

  ألا أيّهذا الرّاكب العيس بلَّغن ... سباعا وقل إن ضمّ داركم⁣(⁣١) السّفر⁣(⁣٢)

  أتسلبني مالي وإن جاء سائل ... رققت له إن حطَّه نحوك الفقر

  كشافيه المرضى بعائدة الزّنا ... تؤمّل أجرا حيث ليس لها أجر

  تركت الغناء لموت الرشيد فألح عليها الأمين فغنته:

  أخبرني محمد بن يحيى قال حدّثني ميمون بن هارون قال حدّثتني علم السّمراء جارية عبد اللَّه بن موسى الهادي أنّها شهدت عليّة غنّت الأمين في شعر لها، وهو آخر شعر قالته فيه، وطريقته من الثقيل الثاني. وكانت لمّا مات الرّشيد جزعت جزعا شديدا وتركت النّبيذ والغناء. فلم يزل بها الأمين حتى عادت فيهما على كره.

  والشعر:

  صوت

  أطلت عاذلتي لومي وتفنيدي ... وأنت جاهلة شوقي وتسهيدي

  / لا تشرب الراح بين المسمعات وزر ... ظبيا غريرا نقيّ الخدّ والجيد

  قد رنّحته شمول فهو منجدل ... يحكي بوجنته ماء العناقيد

  قام الأمين فأغنى الناس كلَّهم ... فما فقير على حال بموجود

  لحن عليّة في هذا الشعر ثاني ثقيل. ولعريب فيه هزج، وقيل إنّ الهزج لإبراهيم بن المهديّ.

  قالت شعرا في لبانة بنت أخيها علي بن المهدي وغنت فيه:

  وقال ميمون بن هارون حدّثني محمد بن أبي عون قال حدّثتني عريب أنّ عليّة قالت في لبانة بنت أخيها عليّ بن المهديّ شعرا وغنّت فيه من الثّقيل الأول:

  صوت

  وحدّثني عن مجلس كنت زينه ... رسول أمين والنساء شهود

  فقلت له كرّ⁣(⁣٣) الحديث الذي مضى ... وذكرك من ذاك⁣(⁣٤) الحديث أريد

  وقد ذكر الهشاميّ أنّ هذا اللحن لإسحاق غنّاه بالرّقّة. وليس ذلك بصحيح.

  سمعها إسماعيل بن الهادي تغني مستترة عند المأمون فأذهله غناؤها:

  أخبرني محمد بن يحيى عن عون بن محمد عن أبي أحمد بن الرّشيد. ونسخت هذا الخبر من كتاب محمد بن الحسن عن عون بن محمد عن أبي أحمد بن الرّشيد واللفظ له قال:

  دخل يوما إسماعيل بن الهادي إلى المأمون، فسمع غناء أذهله. فقال له المأمون: مالك؟ قال: قد سمعت


(١) كذا في الأصول. والأظهر أن تكون «ضم ركبكم» أو «حل - أو جاز - داركم السفر» أو نحو ذلك.

(٢) السفر: القوم المسافرون.

(٣) في ح: «فقلت لها كرى».

(٤) في ب، س: «من بين الحديث».