كتاب الأغاني،

أبو الفرج الأصبهاني (المتوفى: 356 هـ)

أخبار عبد الله بن محمد ونسبه

صفحة 380 - الجزء 10

  ثم تناسيت وأسلمتني ... إلى مطال موحش المنزل

  تركتني في لحّة عمائما ... لا أعرف المدبر من مقبل

  / صرّح بأمر واضح بيّن ... لا خير في ذي لبس⁣(⁣١) مشكل

  قال: فلم يزل أبو نهشل بأخيه حتى نزل له عنها.

  خرج إلى ضيعته وتكاتب هو ونديمه أبو نهشل بشعر:

  وأخبرني الصّوليّ أيضا بغير إسناد، ووجدت هذا الخبر في كتاب لمحمد بن الحسن الكاتب يرويه عن أبي حسّان الفزاريّ قال:

  كان أبو نهشل بن حميد صديقا لعبد اللَّه بن محمد الأمين ونديما. وكانت لعبد اللَّه ضيعة بالسّواد تعرف بالعمريّة، فخرج إليها وأقام بها أيّاما. فكتب إليه أبو نهشل:

  سقى اللَّه بالعمريّة الغيث منزلا ... حللت به يا مؤنسي وأميري

  فأنت الذي لا يخلق الدهر ذكره ... وأنت أخي حقّا وأنت سروري

  فأجابه عبد اللَّه:

  لئن كنت بالعمريّة اليوم لاهيا ... فإنّ هواكم حيث كنت ضميري

  فلا تحسبنّي في هواكم مقصّرا ... وكن شافعي من سخطكم ومجيري

  قال محمد بن الحسن في خبره: وصنع عبد اللَّه في هذه الأبيات الأربعة لحنا، وصنع فيها⁣(⁣٢) سليم بن سلَّام لحنا آخر.

  نادم الواثق والخلفاء من بعده إلى المعتمد، وشعر له فيه:

  أخبرني محمد بن يحيى الصوليّ قال حدّثنا عبد اللَّه بن المعتز قال:

  كان عبد اللَّه بن محمد الأمين ينادم الواثق ثم نادم بعده سائر الخلفاء إلى المعتمد.

  قال: وأنشدني له في المعتمد:

  رأيت الهلال على وجهكا ... فما زلت أدعو إلهي لكا

  فلا زلت تحيا وأحيا معا ... وآمنني اللَّه من فقدكا

  قال: ومن شعره - وله فيه لحن من الرّمل الثاني وهو خفيف الرمل -:

  صوت

  يا من به كلّ خلق ... تراه صبّا متيّم

  ومن تجالل تيها ... فما تراه يكلَّم


(١) حرّك لضرورة الشعر.

(٢) في الأصول: «فيه».