كتاب الأغاني،

أبو الفرج الأصبهاني (المتوفى: 356 هـ)

وممن صنع من أولاد أبو عيسى بن المتوكل

صفحة 382 - الجزء 10

  وممن صنع من أولاد الخلفاء أبو عيسى بن المتوكَّل

  كان عبد اللَّه بن المتوكَّل جمع له صنعة مقدارها أكثر من ثلاثمائة صوت، منها الجيّد الصنعة ومنها المتوسط، قد سمعنا كثيرا منها؛ إلَّا أني أذكر من ذلك ما عرفت شاعره وكان له خبر يتّصل به حسب ما شرطناه في هذا الكتاب وضمّنّاه إيّاه من الأخبار، ثم أذكر أخبار أبي عيسى بعد ذلك.

  قال ابن المعتز حدّثني النّميريّ قال سمعت أبا عيسى بن المتوكَّل يقول: إذا أتممت صنعة ثلاثمائة صوت وستين صوتا عدد أيّام السنة تركت الصنعة، فلمّا صنعها ترك الصنعة. فمنها - وهو لعمري من جيّد الغناء وفاخر الصنعة، ولو لم يصنع غيره لكفاه - في شعر أبي العتاهية:

  صوت

  يضطرب الخوف والرجاء إذا ... حرّك موسى القضيب أو فكَّر

  ولحنه من الثّقيل الأوّل. والشعر لأبي العتاهية، وقد مضت أخباره؛ وإنما قدّمت ذكره بجودة صنعته وأنه شبّه فيه بصنعة الفحول ومحكم أغاني الأوائل.

  ومنها:

  صوت

  هي النّفس ما حمّلتها تتحمّل ... وللدّهر أيّام تجور وتعدل

  وعاقبة الصّبر الجميل جميلة ... وأفضل أخلاق الرجال التّجمّل

  الشعر لعليّ بن الجهم. والغناء لأبي عيسى بن المتوكَّل، ثاني ثقيل بالوسطى.