كتاب الأغاني،

أبو الفرج الأصبهاني (المتوفى: 356 هـ)

أخبار علي بن الجهم ونسبه

صفحة 397 - الجزء 10

  معقّدات كرقى الحيّات ... سبحان من جلّ عن الصّفات

  بعد ركوب الطَّوف⁣(⁣١) في الفرات ... وبعد بيع الزّيت بالحبّات

  / صرت وزيرا شامخ الثّبات⁣(⁣٢) ... هارون⁣(⁣٣) يا بن سيّد السّادات

  أما ترى الأمور مهملات ... تشكو إليك عدم الكفاة

  فعاجل العلج بمرهفات ... من بعد ألف⁣(⁣٤) صخّب الأصوات

  بمثمرات⁣(⁣٥) غير مورقات ... ترى بمتنيه مرصّفات ... ترصّف الأسنان في اللَّثات

  استرفد عمر بن الفرج فلم يرفده ثم قبض على عمر فشمت به وقال شعرا:

  أخبرني عمي قال حدّثني محمد بن سعد قال:

  كان عليّ بن الجهم سأل عمر بن الفرج الرّخّجيّ⁣(⁣٦) معاونته، واسترفده في نكبته فلم يعاونه ولم يرفده، ثم قبض على عمر بن الفرج وأسلم إلى نجاح⁣(⁣٧) ليصادره. فقال عليّ بن الجهم له:

  أبلغ نجاحا فتى الفتيان مألكة⁣(⁣٨) ... تمضي بها الرّيح إصدارا وإيرادا

  لن يخرج المال عفوا من يدي عمر ... أو يغمد السّيف في فوديه إغمادا

  الرّخّجيّون لا يوفون ما وعدوا ... والرّخّجيّات لا يخلفن ميعادا

  قال وقال في عمر بن الفرج أيضا:

  جمعت أمرين ضاع الحزم بينهما ... تيه الملوك وأفعال المماليك

  / أردت شكرا بلا برّ ومرزئة⁣(⁣٩) ... لقد سلكت طريقا غير مسلوك

  ظننت عرضك لا يرمى بقارعة ... وما أراك على حال بمتروك


(١) الطوف: قرب ينفخ فيها ويشد بعضها إلى بعض كهيئة السطح يركب عليها في الماء ويحمل عليها.

(٢) كذا في الأصول والنفس غير مرتاحة لها (؟).

(٣) يريد هارون الواثق الخليفة العباسي.

(٤) يريد ألفا من السياط.

(٥) مثمرات: لها ثمر. والثمرة من السوط: عقدة في طرفه تشبيها بالثمر في الهيئة والتدلي عنه كتدلي الثمر.

(٦) كان هو وأبوه فرج من أعيان الكتاب في أيام المأمون إلى أيام المتوكل. عضب عليه المتوكل؛ لأن الواثق وكله به حين غضب عليه يكتب عنه ويحفظ أخباره. فلما ولي الخلافة نكبه في شهر رمضان سنة ٢٣٣ هـ وأمر بحبسه ومصادرة أمواله. (راجع الطبري ق ٣ ص ١٣٧٠ ص ١٣٧٧).

(٧) هو نجاح بن سلمة أبو الفضل، كان على ديوان التوقيع والتتبع على العمال في عهد المتوكل، ثم نكبه عنده عبيد اللَّه بن يحيى بن خاقان سنة ٢٤٥، وكان متمكنا من المتوكل واليه الوزارة وعامة أعماله. (راجع الطبري ق ٣ ص ١٤٤٠ - ١٤٤٧).

(٨) المألكة: الرسالة.

(٩) يقال: رزأه ماله من باب قطع وعلم رزءا ومرزئة إذا أصاب منه خيرا.