كتاب الأغاني،

أبو الفرج الأصبهاني (المتوفى: 356 هـ)

أخبار علي بن الجهم ونسبه

صفحة 401 - الجزء 10

  خرج مع عبد اللَّه بن طاهر للصيد وشربوا فقال شعرا يصف ذلك:

  حدّثني جحظة ومحمد بن خلف وكيع وعمّي قالوا جميعا حدّثنا عبيد اللَّه بن عبد اللَّه بن طاهر قال:

  لمّا أطلق أبي طاهر عليّ بن الجهم من الحبس أقام معه بالشّاذياخ⁣(⁣١) مدّة. فخرجوا يوما إلى الصّيد، واتّفق لهم مرج كثير الطير والوحش، وكانت أيّام الزّعفران، فاصطادوا صيدا كثيرا حسنا، وأقاموا يشربون على الزّعفران. فقال علي بن الجهم يصف ذلك:

  وطئنا رياض الزّعفران وأمسكت ... علينا البزاة البيض حمر الدّرارج⁣(⁣٢)

  ولم تحمها الأدغال منّا وإنّما ... أبحنا حماها بالكلاب النوابج⁣(⁣٣)

  بمستروحات⁣(⁣٤) سابحات بطونها ... على الأرض أمثال السّهام الزّوالج⁣(⁣٥)

  ومستشرفات بالهوادي⁣(⁣٦) كأنها ... وما عقفت منها رؤوس الصّوالج

  / ومن دالعات ألسنا فكأنّها ... لحى من رجال خاضعين كواسج⁣(⁣٧)

  / فلينا بها الغيطان فليا كأنّها ... أنامل إحدى الغانيات الحوالج⁣(⁣٨)

  فقل لبغاة الصّيد هل من مفاخر ... بصيد وهل من واصف أو مخارج⁣(⁣٩)

  قرنّا بزاة بالصّقور وحوّمت ... شواهيننا من بعد صيد الزّمامج⁣(⁣١٠)

  كتب من حبسه إلى المتوكل شعرا:

  حدّثني عمّي قال حدّثنا محمد بن سعد قال:

  كتب عليّ بن الجهم إلى المتوكَّل وهو محبوس:

  صوت

  أقلني أقالك من لم يزل ... يقيك ويصرف عنك الرّدى

  ويغذوك بالنّعم السابغات ... وليدا وذا ميعة أمردا

  وتجري مقاديره بالذي ... تحبّ إلى أن بلغت المدى


(١) راجع الحاشية رقم ٣ صفحة ٢٠٨ من هذا الجزء.

(٢) الدرارج: جمع درّاج وهو طير جميل المنظر ملوّن الريش. وفي الأصول: «التدارج» وهو تحريف.

(٣) نباج الكلب: نباحه. وفي أ، ح، م: «النوابح» بالحاء المهملة، وهو تصحيف. وفي ب، س «البوارج» وهو تحريف.

(٤) استروح الشيء: تشممه. وسابحات: سريعات.

(٥) الزوالج: هنا بمعنى السريعة. يقال سهم زالج أي يزلج على وجه الأرض ثم يمضي.

(٦) الهوادي هنا: الأعناق. وعقفت: عطفت وعوجت.

(٧) دالعات ألسنا: مخرجات ألسنها من أفواهها. والكوسج: الذي لحيته على ذقنه لا على عارضيه.

(٨) حوالج: جمع حالجة وهي التي تندف القطن حتى يخلص الحب منه.

(٩) خارجه: ناهده. يريد: هل من مناهض يناهضنا في الصيد.

(١٠) كذا في أكثر الأصول. والزمامج: جمع زمج (وزان سكر) وهو نوع من الطير يصاد به دون العقاب، تغلب على لونه الحمرة. وفي ب، س: «الروامج». جمع رامج، وهو ملواح تصاد به الجوارح كالصقور ونحوها. وهذا لا يصلح في هذا المقام.