كتاب الأغاني،

أبو الفرج الأصبهاني (المتوفى: 356 هـ)

أخبار علي بن الجهم ونسبه

صفحة 402 - الجزء 10

  ويعليك حتى لو انّ السماء ... تنال لجاوزتها مصعدا

  فما بين ربّك جلّ اسمه ... وبينك إلَّا نبيّ الهدى

  فشكرا لأنعمه إنّه ... إذا شكرت نعمة جدّدا

  وعفوك عن مذنب خاضع ... قرنت المقيم به المقعدا

  إذا ادّرع الليل أفضى به ... إلى الصّبح من قبل أن يرقدا

  عفا اللَّه عنك ألا حرمة ... تعوذ بفضلك أن أبعدا

  لئن جلّ ذنب ولم أعتمد ... لأنت أجلّ وأعلى يدا

  ألم تر عبدا عدا طوره ... ومولى عفا ورشيدا هدى

  / ومفسد أمر تلافيته ... فعاد فأصلح ما أفسدا

  فلا عدت أعصيك فيما أمر ... ت حتى أزور الثّرى ملحدا

  وإلَّا فخالفت ربّ السماء ... وخنت الصّديق وعفت النّدى

  وكنت كعزّون أو كابن عمرو ... مبيح العيال لمن أولدا

  يكثّر في البيت صبيانه ... يغيظ بهم معشرا جسّدا

  شمت بأحمد بن أبي دواد حين فلج وقال شعرا يهجوه:

  حدّثني عمّي قال حدّثنا محمد بن سعد قال:

  لمّا فلج ابن أبي دواد شمت به عليّ بن الجهم وأظهر ذلك له وقال فيه:

  لم يبق منك سوى خيالك لامعا ... فوق الفراش ممهّدا بوساد

  فرحت بمصرعك البريّة كلَّها ... من كان منهم موقنا بمعاد

  كم مجلس للَّه قد عطَّلته ... كي لا يحدّث فيه بالإسناد

  ولكم مصابيح لنا أطفأتها ... حتى يزول عن الطريق الهادي

  ولكم كريمة معشر أرملتها ... ومحدّث أوثقت في الأقياد

  إنّ الأسارى في السّجون تفرّجوا ... لمّا أتتك مواكب العوّاد

  وغدا لمصرعك الطبيب فلم يجد ... شيئا لدائك حيلة المرتاد

  / فذق الهوان معجّلا ومؤجّلا ... واللَّه ربّ العرش بالمرصاد

  لا زال فالجك الذي بك دائبا ... وفجعت قبل الموت بالأولاد

  شعر له غنت فيه عريب:

  أنشدني عمّي لابن الجهم وفيه غناء لعريب: