كتاب الأغاني،

أبو الفرج الأصبهاني (المتوفى: 356 هـ)

أخبار عبد الله بن المعتز

صفحة 441 - الجزء 10

  / فأجابت:

  أتاني قريض يا أميري محبّر ... حكى لي نظم الدّرّ فصّل بالشّذر⁣(⁣١)

  أأنكرت يا بن الأكرمين إنابتي ... وقد أفصحت لي ألسن الدهر بالزّجر

  وآذنني شرخ الشّباب ببينه ... فيا ليت شعري بعد ذلك ما عذري

  شعره في موسم الربيع:

  حدّثني جعفر بن قدامة قال:

  كنت أسرح مع عبد اللَّه بن المعتزّ في يوم من أيّام الرّبيع بالعبّاسيّة⁣(⁣٢) والدنيا كالجنّة المزخرفة. فقال عبد اللَّه:

  حبّذا آذار شهرا ... فيه للنّور انتشار

  ينقص الليل إذا جا ... ء ويمتدّ النهار

  وعلى الأرض اخضرار ... واصفرار واحمرار

  فكأنّ الرّوض وشي ... بالغت فيه التّجار

  نقشه آس ونسري⁣(⁣٣) ... ن وورد وبهار⁣(⁣٤)

  هنأ عبيد اللَّه بن عبد اللَّه بن طاهر بولاية ابنه محمد شرطة بغداد:

  أخبرني محمد بن يحيى الصّوليّ قال:

  كتب عبد اللَّه بن المعتزّ إلى عبيد اللَّه بن عبد اللَّه بن طاهر وقد استخلف مؤنس⁣(⁣٥) ابنه محمد بن عبيد اللَّه على الشّرطة ببغداد:

  /

  فرحت بما أضعافه دون قدركم ... وقلت عسى قد هبّ من نومه الدّهر

  فترجع فينا دولة طاهريّة ... كما بدأت، والأمر من بعده الأمر

  عسى اللَّه، إنّ اللَّه ليس بغافل ... ولا بدّ من يسر إذا ما انتهى العسر

  فكتب إليه عبيد اللَّه قصيدة منها:

  ونحن إذا ما نالنا مسّ جفوة ... فمنّا على لأوائها الصّبر والعذر

  وإن رجعت من نعمة اللَّه دولة ... إلينا فمنّا عندها الحمد والشكر


(١) الشذر: خرز تفصل به الجواهر في النظم.

(٢) العباسية: محلة كانت ببغداد منسوبة إلى العباس بن محمد بن علي بن عبد اللَّه بن العباس.

(٣) النسرين: ورد أبيض عطري قويّ الرائحة. فارسي معرب.

(٤) البهار: نبت طيب الريح جعد له فقاحة صفراء ينبت أيام الربيع.

(٥) مؤنس: هو مؤنس الخادم. وكان يلقب بالمظفر لما عظم أمره. وكان شجاعا مقداما فاتكا مهيبا. عاش تسعين سنة منها ستون سنة أميرا. وكان قد أبعده المعتضد إلى مكة. ولما بويع المقتدر بالخلافة أحضره وقرّبه وفوّض إليه الأمور. قتل سنة ٣٢١ هـ (انظر «النجوم الزاهرة» ج ٣ ص ٢٣٩).