كتاب الأغاني،

أبو الفرج الأصبهاني (المتوفى: 356 هـ)

ذكر المرار وخبره ونسبه

صفحة 464 - الجزء 10

  ومالكما بالغيب علم فتخبرا ... ومالكما في أمر عثمان من أمر

  وهي طويلة، يقول فيها:

  ألا قاتل اللَّه المقادير والمنى ... وطيرا جرت بين السّعافات⁣(⁣١) والحبر⁣(⁣٢)

  وقاتل تكذيبي⁣(⁣٣) العيافة بعد ما ... زجرت فما أغنى اعتيافي ولا زجري

  / تروّح فقد طال الثّواء وقضّيت ... مشاريط كانت نحو غايتها تجري

  - المشاريط: العلامات والأمارات -

  وما لقفول⁣(⁣٤) بعد بدر بشاشة ... ولا الحيّ آتيهم ولا أوبة السّفر

  تذكَّرني بدرا زعازع حجرة⁣(⁣٥) ... إذا عصفت إحدى عشيّاتها الغبر

  - الزعازع: الشديدة الهبوب. والحجرة⁣(⁣٥): السنة الشديدة -

  إذا شولنا⁣(⁣٦) لم نؤت منها بمحلب ... قرى الضّيف منها بالمهنّد ذي الأثر

  وأضيافنا إن نبّهونا ذكرته ... فكيف إذا أنساه غابرة الدهر

  إذا سلَّم السّاري تهلَّل وجهه ... على كل حال من يسار ومن عسر

  تذكَّرت بدرا بعد ما قيل عارف⁣(⁣٧) ... لما نابه يا لهف نفسي على بدر

  إذا خطرت منه على النفس خطرة ... مرت⁣(⁣٨) دمع عيني فاستهلّ على نحري

  وما كنت بكَّاء ولكن يهيج⁣(⁣٩) لي ... على ذكره طيب الخلائق والخبر

  أعينيّ إني شاكر ما فعلتما ... وحقّ لما أبليتماني بالشكر

  سألتكما أن تسعداني فجدتما ... عوانين⁣(⁣١٠) بالتّسجام باقيتي⁣(⁣١١) قطر


(١) في «معجم البلدان»: «السعافات بضم أوله وبعد الألف فاء وآخره تاء مثناة من فوق موضع في قول المرار». واستشهد بهذا البيت.

(٢) الحبر (بالكسر ثم السكون): اسم واد، كذا ذكره ياقوت في «معجم البلدان» واستشهد بأبيات من هذه القصيدة. وفي الأصول:

«الحجر» بالجيم.

(٣) في ياقوت: «وقاتل تئريب العيافة».

(٤) في ح: «وما لقفولي».

(٥) في الأصول: «حجرة» بتقديم الحاء المهملة على الجيم وهو تصحيف. وفي ياقوت: «لزبة» وسنة لزبة: شديدة.

(٦) الشول: جمع شائلة، وهي من الإبل ما أتى عليها من وضعها أو حملها سبعة أشهر فارتفع ضرعها وخف لبنها. والمحلب: إناء يحلب فيه. والأثر (بالفتح وبالكسر وبضمتين): فرند السيف ورونقه. ورواية هذا البيت في كتاب «الشعر والشعراء». ص ٤٤١ طبع.

أوروبا: «إذا شولنا لم نسع فيها بمرفد ... إلخ».

(٧) عرف للأمر: صبر.

(٨) مرت دمع عيني: أرسلته وأسبلته. واستهل: سال.

(٩) في ب، س: «يهيجني».

(١٠) العوان: النصف في سنها من كل شيء. والحرب العوان: التي قوتل فيها مرة بعد أخرى، كأنهم جعلوا الأولى بكرا. والحرب العوان هي أشد الحروب. فلعله يريد أن عينيه سجمتا الدمع أي أسالتاه مرة بعد أخرى.

(١١) كذا في كتاب «الشعر والشعراء». ووردت هذه الكلمة في الأصول مصحفة، ففي بعضها: «يا قنتي» وفي بعضها الآخر: «يا قبتي».