نسب عمرو بن شأس وأخباره
  صوت
  إذا نحن أدلجنا(١) وأنت أمامنا ... كفى لمطايانا بوجهك هاديا
  أليس يزيد العيس(٢) خفّة أذرع ... وإن كنّ حسرى أن تكوني أماميا
  / ولولا اتّقاء اللَّه والعهد قد رأى ... منيّته منّي أبوك اللَّياليا
  ونحن بنو خير السّباع أكيلة ... وأحربه(٣) إذا تنفّس عاديا
  بنو أسد وزد يشقّ بنابه ... عظام الرجال لا يجيب الرّواقيا(٤)
  متى تدع قيسا أدع خندف إنّهم ... إذا ما دعوا أسمعت ثمّ الدّواعيا
  لنا حاضر لم يحضر الناس مثله ... وباد إذا عدّوا علينا البواديا
  الغناء لإسحاق الموصليّ ثاني ثقيل في الأوّل والثاني من الأبيات، وفيه لحن قديم.
  سئل ابن سيرين عن النسيب فأنشد بيتين في شعره دلالة على جوازه:
  أخبرني الحسن بن عليّ قال حدّثنا ابن مهرويه قال حدّثنا عبد اللَّه بن أبي سعد قال حدّثنا الحزاميّ قال حدّثنا معن بن عيسى عن رجل عن سويد بن أبي رهم قال: قلت لابن سيرين: ما تقول في الشعر؟ قال: هو كلام، حسننه حسن، وقبيحة قبيح. قلت: فما تقول في النّسيب؟ قال: لعلك تريد مثل قول الشاعر:
  إذا نحن أدلجنا وأنت أمامنا ... كفى لمطايانا بوجهك هاديا
  أليس يزيد العيس خفّة أذرع ... وإن كنّ حسرى أن تكوني أماميا
  قال: وأراد بإنشاده إيّاهما أنك قد رأيتني أحفظ هذا الجنس وأرويه وأنشدتك إياه، فلو كان به بأس ما أنشدته.
  صوت
  فإن تكن القتلى بواء فإنّكم ... فتى ما قتلتم آل عوف بن عامر
  فتى كان أحيا من فتاة حييّة ... وأشجع من ليث بخفّان خادر
  / عروضه من الطويل. البواء بالباء: التكافؤ؛ يقال ما فلان لفلان ببواء، أي ما هو له بكفء أن يقتل به. و «ما» في قولها «فتى ما قتلتم» صلة. وآل عوف نداء. وخفّان: موضع مشهور. وخادر: مقيم في مكمنة وغيله، وهو مأخوذ من الخدر(٥).
  الشعر لليلى الأخيليّة ترثي توبة بن الخميّر. والغناء لإسحاق بن إبراهيم الموصليّ، رمل بإطلاق الوتر في مجرى البنصر. وفيه لإبراهيم خفيف ثقيل بالوسطى عن حبش. وفي هذه القصيدة عدّة أغان تذكر مع سائر ما قاله توبة / في ليلى وقالت فيه من الشعر عند انقضاء الخبر في مقتله إن شاء اللَّه تعالى.
(١) الإدلاج: سير الليل.
(٢) العيس من الإبل: البيض مع شقرة يسيرة، الواحد أعيس وعيساء. والحسرى: جمع حسير وهي الدابة المعيبة المتعبة.
(٣) وأحربه: يريد أنه أحرب السباع أي أشدها في الحرب والمقاتلة. والعادي من السباع: الظالم الذي يفترس الناس.
(٤) هذا كناية عن أن فريسته لا سبيل إلى شفائها وسلامتها.
(٥) من معاني الخدر (بالكسر): أجمة الأسد، ومن معاني الخدر (بالفتح): الإقامة.