شعر ليلى ونسبها وخبر توبة بن الحمير معها
  فإلَّا تك(١) القتلى بواء فإنّكم ... ستلقون يوما ورده غير صادر
  وإنّ السليل إذ يباوي قتيلكم ... كمرحومة من عركها غير طاهر(٢)
  / فإن تكن القتلى بواء فإنكم ... فتى ما قتلتم آل عوف بن عامر
  / فتى لا تخطَّاه الرّفاق ولا يرى ... لقذر عيالا دون جار مجاور
  ولا تأخذ الكوم الجلاد رماحها ... لتوبة في نحس الشّتاء الصّنابر(٣)
  إذا ما رأته قائما بسلاحه ... تقته(٤) الخفاف بالثّقال البهازر
  إذا لم يجد منها برسل فقصره ... ذرى المرهفت والقلاص التّواجر(٥)
  قرى سيفه منها مشاشا(٦) وضيفه ... سنام المهاريس السّباط المشافر
  وتوبة أحيا من فتاة حييّة ... وأجرأ من ليث بخفّان خادر(٧)
  / ونعم الفتى إن كان توبة فاجرا ... وفوق الفتى إن كان ليس بفاجر(٨)
  فتى ينهل الحاجات ثم يعلَّها ... فيطلعها عنه ثنايا المصادر
(١) في «منتهى الطلب» «فإن تكن القتلى».
(٢) يباوي: يساوي، وأصله الهمز. تريد إذ يقتل بقتيلكم. وفي «الأصول»: «يباري» وهو تحريف. ومرحومة: بها داء في الرحم؛ يقال رحمت المرأة (بالبناء للمفعول) رحما (بالفتح) إذا أخذها داء في رحمها فهي تشتكي منه، ويقال أيضا رحمت رحما (وزان فرح فرحا) فهي رحمة، ورحمت (بضم عين الفعل) رحامة فهي رحوم ورحماء. والعرك: الحيض؛ يقال عركت المرأة تعرك (بالضم) عروكا فهي عارك. تقول: إن السليل الذي قتلناه منكم صغير القدر لا يباوي قتيلكم الذي قتلتموه منا، فهو مثل المرأة العارك ويشبه الساقطون من الرجال بالنساء العوارك؛ قال الشاعر:
أفي السلم أعيارا جفاء وغلظة ... وفي الحرب أمثال النساء العوارك
وفي «الأصول»: «كمرجومة» بالجيم، وهو تصحيف.
(٣) الكوم: جمع كوماء وهي العظيمة السنام من الإبل. والجلاد من الإبل: الغزيرات اللبن كالمجاليد أو ما لا لبن لها ولا نتاج. يقال:
أخذت الإبل رماحها إذا حسنت في عين صاحبها فامتنع من نحرها نفاسة بها. وأخذ الإبل رماحها إنما هو على التمثيل. ونحس الشتاء: ريحه الباردة. وصنابر الشتاء: شدّة برده. والصنابر: جمع صنبر (بكسر الصاد وتشديد النون المفتوحة وتكسر، وسكون الباء)؛ يقال غداة صنبر. ولعل الصنابر وصف للشتاء باعتبار أيامه ولياليه، أو وصف لنحس الشتاء على أن يكون المراد بنحس الشتاء جمعا. ورواية البيت في «منتهى الطلب»:
ولا تأخذ الإبل الزهاري رماحها ... لتوبة عن صرف السرى في الصنابر
(٤) كذا في «ج» و «منتهى الطلب». وفي «سائر الأصول»: «بسلاحه ات قته». ويقال اتقاه وتقاه (مثل قضى يقضي) بمعنى واحد.
والبهازر من الإبل: العظام، واحدتها بهزرة (بضم الباء والزاي وسكون الهاء بينهما).
(٥) الرسل «بالكسر»: اللبن. والمرهفات الدقيقات. والقلاص: جمع قلوص وهي الشابة من النوق كالجارية من النساء. والتواجر هنا:
الإبل النافقة في التجارة وفي السوق. وفي «الأصول الخطية»: «النواحر». وفي «ب، س»: «النواجر» والتصويب من «منتهى الطلب».
(٦) كذا في «ج» و «منتهى الطلب» و «رغبة الآمل». وفي «سائر الأصول» «منهن شأسا» وهو تحريف. والمشاش: رؤوس العظام مثل الركبتين والمرفقين، الواحدة مشاشة. والمهاريس من الإبل: الجسام الثقال، سميت بذلك لشدّة وطئها كأنها تهرس ما وطئته وتدقه. وفي «الأصول»: «البهاريس» والتصويب من «منتهى الطلب» و «رغبة الآمل». وسباط المشافر: طويلتها، وواحد السباط سبط ككتف. وفي «بعض الأصول:» السياط «بالمثناة وهو تصحيف. والمشفر للبعير كالشفة للإنسان.
(٧) خفان: موضع قرب الكوفة وهو مأسدة. وخادر مقيم.
(٨) كذا في «منتهى الطلب». وفي «الأصول»:
ونعم فتى الدنيا وإن كان فاجرا