ذكر الأقيشر وأخباره
١٣ - ذكر الأقيشر وأخباره
  نسب الأقيشر واسمه ولقبه وكنيته:
  / الأقيشر: لقب [غلب عليه(١)]؛ لأنه كان أحمر الوجه أقشر(٢)، واسمه المغيرة بن عبد اللَّه بن معرض بن عمرو بن أسد بن خزيمة بن مدركة بن إلياس بن مضر بن نزار. وكان يكنى أبا معرض، وقد ذكر ذلك في شعره في مواضع عدّة، منها قوله:
  فإنّ أبا معرض إذ حسا ... من الرّاح كأسا على المنبر
  خطيب لبيب أبو معرض ... فإن ليم في الخمر لم يصبر
  وعمّر عمرا طويلا، فكان أقعد(٣) بني أسد نسبا، وما أخلقه بأن يكون ولد في الجاهليّة ونشأ في أوّل الإسلام؛ لأنّ سماك بن مخرمة الأسديّ صاحب مسجد سماك بالكوفة بناه في أيّام عمر، وكان عثمانيّا، وأهل تلك المحلَّة إلى اليوم كذلك. فيروي أهل الكوفة أنّ عليّ بن أبي طالب ~ لم يصلّ فيه، وأهل الكوفة إلى اليوم يجتنبونه. وسماك الذي بناه هو سماك بن مخرمة بن حمين بن بلث(٤) بن عمرو بن معرض بن عمرو بن أسد، والأقيشر أقعد(٥) نسبا منه. وقال الأقيشر في ذكر مسجد سماك شعرا.
  / أخبرني محمد بن الحسن الكنديّ الكوفيّ قال أخبرني الحسن بن عليل العنزيّ عن محمد بن معاوية - وكنيته أبو عبد اللَّه محمد بن معاوية - قال: الأقيشر من رهط خريم(٦) بن فاتك الأسديّ. وخريم إنما نسب إلى جدّ أبيه فاتك، وهو خريم بن الأخرم [ابن شدّاد(٧)] بن عمرو بن فاتك الأسديّ، وفاتك بن قليب بن عمرو بن أسد.
  والأقيشر هو المغيرة بن عبد اللَّه بن معرض بن عمرو بن أسد.
  قال في مسجد سماك بالكوفة شعرا ذم فيه بني دودان ثم ترضاهم ببيت:
  قال: وهو القائل لمّا بني سماك بن مخرمة مسجده الذي بالكوفة، وهو أكبر مسجد لبني أسد، وهو في خطَّة بني نصر بن قعين:
(١) زيادة عن «مختصر الأغاني». وفي «الأصول»: «الأقيشر لقب به».
(٢) الأقشر: وصف من القشر (بالتحريك) وهو شدة الحمرة.
(٣) أقعدهم نسبا أي أقلهم آباء إلى الجد الأكبر.
(٤) ورد هذا النسب في «الأصول» محرفا؛ ففي «ج»: «سماك بن عمير بن ثلب بن عمرو ... إلخ». وعمير محرف عن «حمين» و «ثلب» مصحف عن «بلث». وفي «أ، م»: «سماك بن حرب بن ثابت بن عوف بن عمرو بن معرض ...» وفي «ب، س»:
سماك بن عمير بن ثابت بن عمرو ... «والتصويب من» القاموس «(في مادتي حمن وبلث) و» معجم البلدان «(في مسجد سماك).
(٥) في «الأصول»: «أبعد» وهو تحريف.
(٦) خريم بن فاتك هذا صحابي شهد بدرا. وروي أن النبي ﷺ قال: «نعم الرجل خريم الأسدي لولا طول جمته وإسبال إزاره». فبلغ ذلك خريما فقطع جمته إلى أذنه ورفع إزاره إلى نصف ساقه.
(٧) زيادة من الكتب التي ترجمت للصحابة رضوان اللَّه عليهم.