كتاب الأغاني،

أبو الفرج الأصبهاني (المتوفى: 356 هـ)

أخبار العبلي ونسبه

صفحة 207 - الجزء 11

  بينهم⁣(⁣١)، وفيها يقول:

  /

  واعتادها ذكر العشيرة بالأسى ... فصباحها ناب بها ومساؤها

  شركوا⁣(⁣٢) العدا في أمرهم فتفاقمت⁣(⁣٣) ... منها الفتون⁣(⁣٤) وفرّقت أهواؤها

  ظلَّت هناك وما يعاتب بعضها ... بعضا فينفع ذا الرّجاء رجاؤها

  إلَّا بمرهفة الظَّبات⁣(⁣٥) كأنّها ... شهب تقلّ - إذا هوت - أخطاؤها

  / وبعسّل⁣(⁣٦) زرق يكون خضابها ... علق النّحور إذا تفيض دماؤها

  فبذاكم أمست تعاتب⁣(⁣٧) بينها ... فلقد خشيت بأن يحمّ فناؤها

  ماذا أؤمّل إن أميّة ودّعت ... وبقاء سكَّان البلاد بقاؤها

  أهل الرّياسة والسّياسة والنّدى ... وأسود حرب لا يخيم لقاؤها⁣(⁣٨)

  غيث البلاد هم وهم أمراؤها ... سرج يضيء دجى الظَّلام ضياؤها

  فلئن أميّة ودّعت وتتايعت⁣(⁣٩) ... لغواية حميت لها خلفاؤها

  ليودّعنّ من البريّة غزّها ... ومن البلاد جمالها ورجاؤها

  ومن البليّة أن بقيت خلافهم ... فردا تهيجك دورهم وخلاؤها

  لهفي على حرب العشيرة بينها ... هلَّا نهى جهّالها حلماؤها

  هلَّا نهى تنهى الغويّ عن التي⁣(⁣١٠) ... يخشى على سلطانها غوغاؤها

  وتقى وأحلام لها مضريّة ... فيها إذا تدمى الكلوم دواؤها⁣(⁣١١)

  لمّا رأيت الحرب توقد بينها ... ويشبّ نار وقودها إذكاؤها⁣(⁣١٢)

  نوّهت بالملك المهيمن دعوة ... ورواح⁣(⁣١٣) نفسي في البلاء دعاؤها


(١) أي يندب فرقتهم.

(٢) كذا في «أ، م» أي أشركوا العدا في أمرهم. وفي «سائر النسخ»: «شرك».

(٣) تفاقمت: عظمت واشتدّت.

(٤) كذا في «الأصول». ونحسب أن صوابها «الفتوق»؛ فإن الفتنة، وهي ما يقع بين الناس من الخلاف والقتال، لا تجمع على «فتون».

(٥) مرهفة الظبات السيوف.

(٦) العسل: الرماح، وغسلان الرمح: شدّة اهتزازه. والزرقة في النصال: شدّة صفائها. وصف الشاعر الرماح بالزرقة وهي وصف نصالها.

(٧) في «الأصول»: «تعاقب» وهو تحريف. ويحم: يقضي.

(٨) خام: نكص وجبن وضعف. يريد أنهم أسود حرب لا تجبن عند اللقاء.

(٩) في «الأصول»: «تتابعت» بالباء الموحدة. والتتابع: التهافت والإسراع إلى الشيء. ولا يكون التتابع إلا في الشر.

(١٠) كذا ورد في هذا الشطر في «ب، س». وورد في «الأصول الخطية» ناقصا هكذا: «ها الغوي عن التي». وكلمة «ها» ليس في «ج».

(١١) كذا في «ج». وفي «سائر الأصول»: «دماؤها» وهو تحريف.

(١٢) كذا في «الأصول الخطية». وإذكاء النار وتذكيتها: إيقادها. وفي «ب، س»: «وتشب نار وقودها وذكاؤها».

(١٣) الرواح هنا - ومثله الراحة والراح -: الارتياح والاستراحة، وهو وجدانك روحا وخفة بعد مشقة.