كتاب الأغاني،

أبو الفرج الأصبهاني (المتوفى: 356 هـ)

أخبار العبلي ونسبه

صفحة 206 - الجزء 11

  بين مروان والوليد فبخ بخ ... للكريم المجيد غير الزّهيد

  لو جرى الناس نحو غاية مجد ... لرهان في المحفل المشهود

  لعلاهم بسابغين⁣(⁣١) من المج ... د على الناس طارف وتليد

  إنّكم معشر أبي اللَّه إلَّا ... أن تفوزوا بدرّها⁣(⁣٢) المحشود

  لم ير اللَّه معشرا من بني⁣(⁣٣) مر ... وإن أولى بالملك والتسويد

  قادة سادة ملوك بحار ... وبها ليل للقروم الصّيد⁣(⁣٤)

  أريحيون⁣(⁣٥) ماجدون خضمّو ... ن حماة عند اربداد الجلود

  يقطعون النهار بالرأي والحز ... م ويحيون ليلهم بالسّجود

  / أهل رفد وسؤدد وحياء ... ووفاء بالوعد والموعود

  ويرون الجوار من حرم الل ... هـ فما الجار فيهم بوحيد

  لو بمجد نال الخلود قبيل ... آل مروان فزتم بالخلود

  يا بن خير الأخيار من عبد شمس ... يا إمام الورى وربّ الجنود

  عبد شمس أبوك وهو أبونا ... لا نناديك من مكان بعيد

  ثم جدّي الأدنى وعمّك شيخي ... وأبو شيخك الكريم الجدود

  فالقرابات بيننا واشجات ... محكمات القوى بحبل شديد

  فأثبني ثواب مثلك مثلي ... تلقني للثّواب غير جحود

  إنّ ذا الجدّ من حبوت بودّ ... ليس من لا تودّ بالمجدود

  وبحسب امرئ من الخير يرجى ... كونه عند ظلَّك الممدود

  قصيدة له يندب فيها فرقة بني أمية:

  وأمّا قصيدته التي أوّلها:

  ما بال عينك جائلا أقذاؤها

  وهي التي فيها الغناء المذكور، فإنه قالها في دولة بني أميّة عند اختلاف كلمتهم ووقوع الفتنة بينهم، يندب


(١) في «ج»: «بسامعين». وأحسب أن صوابه «بسامقين». والسامق: العالي الطويل.

(٢) في «الأصول»: «بدارها» وهو تحريف.

(٣) أي لم ير اللَّه معشرا أولى من بني مروان بالملك والتسويد.

(٤) البهاليل: جمع بهلول، وهو هنا: السيد الجامع لكل خير. والقروم: جمع قرم (بالفتح) وهو هنا السيد العظيم. والصيد: جمع أصيد، وهو الذي لا يلتفت من زهوه يمينا ولا شمالا. يصفهم بأنهم سادة منسوبون لسادة عظام.

(٥) الأريحي: الواسع الخلق المنبسط إلى المعروف. والخضم: السيد الحمول المعطاء، وهذا الوصف خاص بالرجال (عن «القاموس»). واربداد الجلود: تغير لونها من الغضب والشدّة. والربدة: لون إلى الغبرة.