كتاب الأغاني،

أبو الفرج الأصبهاني (المتوفى: 356 هـ)

أخبار أبي جلدة ونسبه

صفحة 209 - الجزء 11

١٨ - أخبار أبي جلدة⁣(⁣١) ونسبه

  نسب أبي جلدة:

  أبو جلدة بن عبيد بن منقذ بن حجر بن عبيد اللَّه بن مسلمة بن حبيّب بن عديّ بن جشم بن غنم بن حبيّب بن كعب بن يشكر بن بكر بن وائل، شاعرّ إسلاميّ، من شعراء الدّولة الأمويّة، ومن ساكني الكوفة. وكان ممن خرج مع ابن الأشعث فقتله الحجّاج.

  كان من أخص الناس بالحجاج ثم صار من أشدّهم تحريضا عليه حين خرج مع ابن الأشعث وقتل:

  أخبرني بخبره في جملة ديوان شعره محمد بن العبّاس اليزيديّ وقرأته عليه قال حدّثني عمّي عبد اللَّه قال حدّثني / محمد بن حبيب، وأخبرني به عليّ بن سليمان الأخفش أيضا عن الحسن بن الحسن اليشكريّ عن ابن الأعرابيّ قال:

  كان أبو جلدة اليشكريّ من أخصّ النّاس بالحجّاج، حتى إنه بعثه وبعث معه عبد اللَّه بن شدّاد بن الهادي الليثيّ إلى عبد اللَّه بن جعفر بن أبي طالب #، فخطب الحجّاج منه ابنته أمّ كلثوم. ثم خرج بعد ذلك مع ابن الأشعث، وكان من أشدّ الناس تحريضا على الحجّاج. فلمّا أتي الحجّاج برأسه ووضع بين يديه مكث ينظر إليه طويلا ثم قال: كم من سرّ أودعته⁣(⁣٢) في هذا الرأس فلم يخرج حتى أتيت به / مقطوعا. فلمّا كان يوم الزّاوية⁣(⁣٣) خرج أبو جلدة بين الصّفّين، ثم أقبل على أهل الكوفة فأنشدهم قصيدته التي يقول فيها:

  فقل للحواريّات⁣(⁣٤) يبكين غيرنا ... ولا تبكنا إلَّا الكلاب النوابح

  بكين إلينا خشية أن تبيحها ... رماح النّصارى⁣(⁣٥) والسيوف الجوارح

  بكين لكيما يمنعوهنّ منهم ... وتأبى قلوب أضمرتها الجوانح


(١) في «الأصول»: «أبي كلدة» وكذلك ورد في كل المواضع من هذه الترجمة. والتصويب من كتاب «المؤتلف والمختلف» لأبي القاسم الحسن بن بشر الآمديّ (صفحة ٧٨ طبعة مكتبة القدسي بالقاهرة) وشرح «القاموس» (مادة جلد) و «تاريخ الطبري» (القسم الثاني صفحة ١١٠٢) و «لسان العرب» (في مادة حور) وكتاب «الشعر والشعراء» لابن قتيبة. على أنه يحتمل أن تكون في هذا الاسم لهجة أخرى تجعل الحرف الأوّل منه مثل الجيم القاهرية والقاف لدى أهل صعيد مصر، فكان رسمها بالكاف في «الأصول» إشارة إلى هذه اللهجة.

(٢) كذا في «الأصول». والمعروف أنه يقال: أودعت كذا كذا. فلعل حرف الجر من زيادات النساخ.

(٣) في «الأصول»: «الراوية» بالراء المهملة وهو تصحيف. والزاوية: موضع قرب البصرة كانت به الوقعة المشهورة بين الحجاج وعبد الرحمن بن محمد بن الأشعث قتل فيها خلق كثير من الفريقين وذلك في سنة ثلاث وثمانين للهجرة.

(٤) في «الأصول»: «للجويريات». والتصويب من كتاب «المؤتلف والمختلف». و «لسان العرب» (في مادة حور). والحواريات نساء الأمصار، سمين بذلك لبياضهن وتباعدهن عن قشف الأعراب بنظافتهن. الواحدة حوارية. ويروى: «فقل لنساء المصر» كما في كتاب «المؤتلف والمختلف».

(٥) في «اللسان»: «جعل أهل الشأم نصارى لأنها تلي الروم وهي بلادها».