أخبار علوية ونسبه
  / فتغافل عنه. وغنّاه مخارق:
  يهب البيض كالظَّباء وجردا(١) ... تحت أجلالها وعيس الرّكاب
  فضحك ثم قال: اسكتا يا ابني الزّانيتين، فليس يملكه واللَّه واحد منكما. قال: ثم دار الدّور، فغنّى علَّويه:
  وإذا ما شربوها وانتشوا ... وهبوا كلّ بغال وحمر
  فضحك وقال: أمّا هذا فنعم، وأمر لأحدهما ببغل وللآخر بحمار.
  اجتمع مع أصحاب له عند زلبهزة ومعهم هاشمي حصلوا منه بحيلة على مال:
  حدّثني عمّي قال حدّثنا عبد اللَّه بن أبي سعد قال حدّثني محمد بن محمد الأبزاريّ قال:
  كنّا عند زلبهزة(٢) النخّاس، وكانت عنده جارية يقال لها خشف ابتاعها من علَّويه، وذلك في شهر رمضان، ومعنا رجل هاشميّ من ولد عبد الصّمد بن عليّ يقال له عبد الصمد، وإبراهيم بن عمرو بن نهبون وكان يحبّها، فأعطى بها زلبهزة أربعة آلاف دينار فلم يبعها منه، وبقيت معه حتى توفّيت، فغنيّتنا أصواتا كان فيها:
  أشارت بطرف العين خيفة أهلها ... إشارة محزون ولم تتكلَّم
  فأيقنت أنّ الطَّرف قد قال مرحبا ... وأهلا وسهلا بالحبيب المسلَّم(٣)
  وأبرزت طرفي نحوها لأجيبها ... وقلت لها قول امرئ غير معجم(٤)
  هنيئا لكم قتلي وصفوا مودّتي ... وقد سيط(٥) في لحمي هواك وفي دمي
  - الغناء لابن عائشة ثقيل أوّل عن الهشامي - قال: فلما وثبنا للانصراف قال لنا وقد اشتدّ الحرّ: أقيموا عندي.
  فوجّهت غلاما معي وأعطيته دينارا وقلت له ابتع / فراريج بعشرة دراهم وثلجا بخمسة دراهم وعجّل، فجاء بذلك فدفعه إلى زلبهزة وأمره بإصلاح الفرارايج ألوانا، وكتبت إلى علَّويه فعرّفته خبرنا، فجاءنا وأقام، وأمطرنا عند زلبهزة، وشرب منّا من كان يستجيز الشراب، وغنّى علَّويه لحنا ذكر أنه لابن سريج ثقيل أوّل، فاستغربه(٦) الجماعة، وهو:
  صوت
  يا هند إنّ الناس قد أفسدوا ... ودّك حتى عزّني المطلب
  يا ليت من يسعى بنا كاذبا ... عاش مهانا في أذى يتعب
  هبيه ذنبا كنت أذنبته ... قد يغفر اللَّه لمن يذنب
  وقد شجاني وجرت دمعتي ... أن أرسلت هند وهي تعتب
(١) الجرد من الخيل: القصيرات الشعر، وهو مدح فيها، الواحد أجرد وجرداء. وعيس الركاب: النوق البيض.
(٢) كذا ورد هذا الاسم في الأصول. وورد في «مختصر الأغاني» مرة «زليهدة»، ومرة «زلهدة». ولم نهتد لوجه الصواب فيه.
(٣) في هامش أ: «المتيم» رواية أخرى.
(٤) المعجم: الذي لا يفصح في كلامه. وفي ج، ب، س: «غير مفحم» والمفحم هنا: العيي.
(٥) سيط: خلط ومزج، يقال: ساط الشيء يسوطه إذا ضربه فخلط بعضه ببعض.
(٦) في ب، س: «فاستعذبه».