نسب إسماعيل بن عمارة وأخباره
  قال رجل من بني أسد كان وجها(١)، لإسماعيل بن عمّار: هلمّ أركب معك إلى يوسف بن عمر، فإنه صديق، حتى أكلَّمه فيك يستعملك على عمل تنتفع به. فقال له إسماعيل: دعني حتى يقول الحول. فنظر إسماعيل إلى عمّال يوسف يعذّبون، فقال في ذلك:
  رأيت صبيحة النّيروز أمرا ... فظيعا عن إمارتهم نهاني
  فررت من العمالة بعد يحيى ... وبعد النّهشليّ أبي أبان
  وبعد الزور وابن أبي كثير ... وفيقد أشجع وأبي بطان
  فحاب بها أبا عثمان غيري ... فما شأن الإمارة لي بشأن
  أحاذر أن أقصّر في خراجي ... إلى النّيروز أو في المهرجان
  أعجّل إن أتى أجلي بوقت ... وحسبي بالمجرّحة المتان(٢)
  فما عذري إذا عرّضت ظهري ... لألف من سياط الشّاهجان(٣)
  تعدّ ليوسف عدّا صحيحا ... ويحفظها عليه الجالدان
  وأسحب في سراويلي بقيدي ... إلى حسّان معتقل اللَّسان
  فمنهم قائل بعدا وسحقا ... ومنهم آخران يفدّيان(٤)
  كفاني من إمارتهم عطائي ... وما أحذيت(٥) من سبق الرّهان
  / كفاني ذاك منهم ما بقينا(٦) ... كما فيما مضى لي قد كفاني
  شعره في بوبة وصيفة عبد الرحمن ابن عنبسة:
  / وقال ابن حبيب في الإسناد الذي ذكرناه: إنه كانت لعبد الرحمن بن عنبسة بن سعيد بن العاصي وصيفة مغنّية يؤدّبها ويصنعها(٧) ليهديها إلى هشام بن عبد الملك يقال لها بوبة. فقال فيها إسماعيل بن عمّار:
  بوب حيّيت عن جليسك بوبا ... مخطئا في تحيّتي أو(٨) مصيبا
  ما رأينا قتيل حيّ حبا ألقا ... تل بالوتر أن يكون حبيبا
(١) الوجه من الناس: سيد القوم مثل الوجيه.
(٢) في «الأصول»: «بالمحرجة المثان». ويريد بالمجرّحة المتان السياط الشديدة التي تقطع جلد من يضرب بها. والشاعر يريد بهذا الأخبار الإشفاق والخوف.
(٣) الشاهجان: هي مرو الشاهجان، كانت قصبة خراسان وأشهر مدنها.
(٤) في «بعض الأصول» «يعذبان» وهو تصحيف.
(٥) أحذيت: أعطيت. وهذا البيت ساقط من «أ، م». وفي «الأصول» التي ورد فيها: «وما أحذمت» وفي بعضها «وما أخدمت». وقد أثبتناه بما يستقيم به المعنى ولا يبعد كثيرا عن رسم «الأصول». والسبق (بالتحريك): ما يجعل من المال رهنا على المسابقة بين الخيل وغيرها. وأحسب أنه يريد ما يعطاه جوائز على إجادته في شعره وسبقه الشعراء.
(٦) في «أ، م»: «ما تهيّا».
(٧) صنع الجارية: ربّاها وأحن تغذيتها.
(٨) في «الأصول» «أم».