نسب إسماعيل بن عمارة وأخباره
  سلَّامة الزّرقاء بمائة ألف درهم. فقال إسماعيل بن عمّار:
  أيّة حال يا ابن رامين ... حال المحبّين المساكين
  / تركتهم موتى وما موّتوا ... قد جرّعوا منك الأمرّين
  / وسرت في ركب على طيّة ... ركب تهام ويمانين
  حججت بيت اللَّه تبغي به ال ... برّ ولم ترث لمحرون
  يا راعي الذّود لقد زعتهم ... ويلك من روع المحبّين
  فرّقت قوما لا يرى مثلهم ... ما بين كوفان(١) إلى الصّين
  مات له ابن فرثاه:
  أخبرني عليّ بن سليمان الأخفش قال حدّثنا السكَّريّ عن محمد قال:
  كان لإسماعيل بن عمّار ابن يقال له معن فمات، فقال يرثيه:
  يا موت مالك مولعا بضراري ... إنّي عليك وإن صبرت لزاري(٢)
  تعدو عليّ كأنّني لك واتر ... وأؤول منك كما يؤول فراري(٣)
  نفس البعيد إذا أردت قريبة ... ليست بناجية مع(٤) الأقدار
  والمرء سوف وإن تطاول عمره ... يوما يصير لحفرة الجفّار
  لمّا غلا عظم(٥) به فكأنّه ... من حسن بنيته قضيب نضار(٦)
  فجعّتني بأعزّ أهلي كلَّهم ... تعدو عليه عدوة الجبّار
  هلَّا بنفسي أو ببعض قرابتي ... أوقعت أو(٧) ما كنت للمختار
  وتركت ربتي(٨) التي من أجلها ... عفت الجهاد وصرت في الأمصار
  رفض أن يكون عاملا لما رأى العمال يعذبون وشعره في ذلك:
  أخبرني عليّ بن سليمان قال حدّثني السكريّ عن محمد بن حبيب قال:
(١) كوفان: الكوفة، وكوفان أيضا: قرية بهراة.
(٢) يقال: فلان زار على فلان إذا كان عاتبا ساخطا غير راض. وفي «الأصول»: «إني إليك».
(٣) في «ح»: «قراري» بالقاف.
(٤) يحتمل أن يكون «من الأقدار».
(٥) في «الأصول»: «لما علا عظمي به» وهو تحريف. يقال غلا بالجارية والغلام عظم، وذلك في سرعة شبابهما وسبقهما لداتهما.
وكل ما ارتفع فقد غلا وتغالى.
(٦) النضار هنا: الأثل الطويل المستقيم الغصون.
(٧) كذا في «الأصول»!.
(٨) كذا في «الأصول». وأحسب أن صوابه: «وتركت زينتي ...» والزينة ابنه. وهذا إشارة إلى قوله تعالى: {الْمالُ والْبَنُونَ زِينَةُ الْحَياةِ الدُّنْيا}.