نسب إسماعيل بن عمارة وأخباره
  إن يفتح الباب عنهم بعد عاشرة ... تظنّهم خرجوا من قعر أرماس(١)
  فليت دار ابن درباس معلَّقة ... بالنّجم بين سلاليم وأمراس(٢)
  فكان آخر عهدي منهم أبدا ... وابتعت دارا بغلماني وأفراسي
  / قال: وقال فيه أيضا:
  ليت برذوني وبغلي ... وجوادي وحماري
  كنّ في الناس وأبدل ... ت غدا جارا بجار
  جار صدق بابن دربا ... س وإلَّا بعت داري
  فتبدّلت به من ... يمن أو من نزار
  بدلا يعرف ما الل ... هـ وما حقّ الجوار
  لو تبدّلت سواه ... طاب ليلي ونهاري
  واسترحنا من بلايا ... هـ صغار أو كبار
  لو جزيناه بها كنّ ... أجميعا في فجار(٣)
  أو سكتنا كان ذلَّا ... داخلا تحت الشّعار(٤)
  كتب إلى ابن أخيه شعرا من الحبس فأجابه:
  قال: فلمّا قال فيه الشعر استعدى عليه السّلطان، وذكر أنّه من الشّراة، وأنّهم مجتمعون عنده، وأنّه من دعاة عبد اللَّه(٥) بن يحيى وأبي حمزة المختار. فكتب من السجن إلى ابن أخ له يقال له معان:
  أبلغ معانا عنّي وأخوته ... قولا وما عالم كمن جهلا
  بأنّني والمصبّحات منّى ... يعدون طورا وتارة رملا
  لخائف(٦) أن يكون ودّكم ... إيّاي بعد الصفاء قد أفلا
  / أئن عراني دهري بنائبة ... أصبح منها الفؤاد مشتعلا
  / حاولتم الصّرم أو لعلَّكم ... ظننتم ما أصابني جللا
(١) الأرماس: القبور.
(٢) الأمراس: الحبال، واحدها مرس (بالتحريك).
(٣) فجار: اسم للفجور، وهو معرفة مبني على الكسر مثل حذام وقطام.
(٤) الشعار من الثياب: ما يلي البشرة. ودخول الذل تحت الشعار كناية عن الاتصاف به.
(٥) هو عبد اللَّه بن يحيى الكندي أحد بني عمر بن معاوية من حضر موت، خرج في أيام مروان بن محمد هو وأبو حمزة المختار بن عوف الأزدي ثم السلمي من أهل البصرة، وتبعهم جماعة، فغلبوا على اليمن والحجاز، ثم قتلوا أخيرا. (راجع «الأغاني» جزء ٢٠ صفحة ٩٧ وما بعدها من طبعة بلاق، ففيه تفصيل لخروجهم ومقتلهم).
(٦) وقعت اللام هنا في خبر «أن» المفتوحة الهمزة، وهو شاذ.