كتاب الأغاني،

أبو الفرج الأصبهاني (المتوفى: 356 هـ)

أخبار الأعشى وبني عبد المدان وأخبارهم مع غيره

صفحة 277 - الجزء 12

  فلم ينج إلَّا فارس من رجالهم ... يخفّف⁣(⁣١) ركضا خشية الموت أعزل

  وليزيد بن عبد المدان أخبار مع دريد بن الصّمّة قد ذكرت مع أخبار دريد في صنعة المعتضد مع أغاني الخلفاء، فاستغني عن إعادتها في هذا الموضع.

  أنعم يزيد بن عبد المدان على ملاعب الأسنة وأخيه فلما مات رثته أختهما

  أخبرني عليّ بن سليمان قال أخبرني أبو سعيد السّكَّري قال حدّثني محمد بن حبيب عن ابن الأعرابيّ وأبي عبيدة وابن الكلبيّ، قالوا:

  أغار يزيد بن عبد المدان ومعه بنو الحارث بن كعب على بني عامر، فأسر عامر بن مالك ملاعب الأسنّة أبا براء وأخاه عبيدة بن مالك ثم أنعم عليهما. فلمّا مات يزيد بن عبد المدان - واسم عبد المدان عمرو، وكنيته أبو يزيد، وهو ابن الديّان بن قطن بن زياد بن الحارث بن مالك بن ربيعة بن كعب بن الحارث بن كعب بن عمرو - قالت زينب بنت مالك بن جعفر بن كلاب أخت ملاعب الأسنّة ترثي يزيد بن عبد المدان:

  بكيت يزيد بن عبد المدا ... ن حلَّت به الأرض أثقالها

  شريك الملوك ومن فضله ... يفضل في المجد أفضالها

  فككت أسارى بني جعفر ... وكندة إذ نلت أقوالها⁣(⁣٢)

  / ورهط المجالد قد جلَّلت ... فواضل نعماك أجبالها

  وقالت أيضا ترثيه:

  سأبكي يزيد بن عبد المدان ... على أنّه الأحلم الأكرم

  رماح من العزم مركوزة ... ملوك إذا برزت تحكم

  / قال: فلامها قومها في ذلك وعيّروها بأن بكت يزيد؛ فقالت زينب:

  ألا أيّها الزاري عليّ بأنّني ... نزاريّة أبكي كريما يمانيا

  ومالي لا أبكي يزيد وردّني ... أجرّ جديدا مدرعي وردائيا

  صوت

  أطل حمل⁣(⁣٣) الشّناءة لي وبغضي ... وعش ما شئت فانظر من تضير

  إذا أبصرتني أعرضت عنّي ... كأن الشمس من قبلي تدور

  الشعر لعبد اللَّه بن الحشرج الجعدي. والغناء لابن سريح ثقيل أوّل بالبنصر عن الهشاميّ.


(١) في ب، س: «يخفق» بالقاف، تصحيف.

(٢) الأقوال: جمع قيل، وهو الملك عند أهل اليمن. أصله «قيول» وزان سيد، ويجمع أقوالا وأقيالا.

(٣) كذا في ط، ح، م. وفي سائر الأصول: «حبل الشناءة».