أخبار معن بن أوس ونسبه
  وكن آمنا وانعق(١) بتيسك إنّه ... له أعنز ينزو عليها(٢) وأبشر
  أنشده الفرزدق بيتا في هجاء مزينة فرد عليه بهجاء تميم
  أخبرني محمد بن عمران الصّيرفي قال حدّثنا الحسن بن عليل العنزيّ قال حدّثنا أبو عبد اللَّه محمد بن معاوية الأسدي قال:
  قدم معن بن أوس المزنيّ البصرة، فقعد ينشد في المربد، فوقف عليه الفرزدق فقال: يا معن من الَّذي يقول:
  لعمرك ما مزينة رهط معن ... بأخفاف(٣) يطأن ولا سنام
  فقال معن: أتعرف يا فرزدق الذي يقول:
  لعمرك ما تميم أهل فلج(٤) ... بأرداف(٥) الملوك ولا كرام
  فقال الفرزدق: حسبك! إنّما جرّبتك(٦). قال قد جرّبت وأنت أعلم. فانصرف وتركه.
  تمثل أحد أبناء روح بشعر له وهو على فاحشة
  أخبرني هاشم بن محمد الخزاعيّ أبو دلف قال حدّثنا الرّياشيّ قال حدّثنا الأصمعيّ قال:
  / دخلت خضراء روح(٧)، فإذا أنا برجل من ولده على فاحشة يوما(٨)، فقلت: قبحك اللَّه! هذا موضع كان أبوك يضرب فيه الأعناق ويعطي اللَّهى وأنت تفعل [فيه](٩) ما أرى! فالتفت إليّ من غير أن يزول عنها وقال.
  ورثنا المجد عن آباء صدق ... أسأنا في ديارهم الصّنيعا
  إذا الحسب الرّفيع تواكلته ... بناة السّوء(١٠) أوشك أن يضيعا
  قال: والشّعر لمعن بن أوس المزنيّ.
  سافر إلى الشام وحلف ابنته في جوار ابن أبي سلمة وابن عمر بن الخطاب وقال شعرا
  أخبرني محمد بن جعفر النحويّ صهر المبرّد قال حدّثنا أحمد بن عبيد أبو عصيدة عن الحرمازيّ قال:
  سافر معن بن أوس إلى الشأم وخلَّف ابنته ليلى في جوار عمر(١١) بن أبي سلمة - وأمّه أمّ سلمة أمّ المؤمنين رضي اللَّه تعالى عنها - وفي جوار عاصم بن عمر بن الخطَّاب رضي اللَّه تعالى عنه. فقال له بعض عشيرته: على من
(١) كذا في ط، ح، ف، م (في أحد موضعيها). والنعبق هنا: دعاء الراعي الشاء. وفي سائر الأصول: «وارفق».
(٢) في ط، م: «تنزو عليه».
(٣) في أكثر الأصول: «بأجفان تطاق» والصواب من ط، م، ف.
(٤) فلج هنا: واد بين البصرة وحمى ضربة من منازل عدي بن جندب بن العنبر بن عمرو بن تميم. (عن «معجم البلدان»).
(٥) الأرداف: جمع ردف (بالكسر) وهو هنا: جليس الملك عن يمينه يشرب بعده ويخلفه إذا غزا.
(٦) في ط، ف، م (في أحد الموضعين؛ إذ هذه الترجمة مما تكرر فيها): «فقال له الفرزدق حسبك فإنما ...».
(٧) لعل خضراء روح: بستان كان لروح بن حاتم المهلبي أحد الفرسان والأشراف في أيام المهدي.
(٨) في ط، ف: ... على فاحشة يؤتى».
(٩) زيادة عن ط، م، ف.
(١٠) في أكثر الأصول: «بنات السوء» والصواب من ط، م.
(١١) في ح، ب، س: «عمرو» تحريف.