أخبار فضالة بن شريك ونسبه
  فإن وليت أميّة أبدلوكم ... بكلّ سميدع(١) واري الزّناد
  من الأعياص أو من آل حرب ... أغرّ كغرّة الفرس الجواد
  إذا لم ألقهم بمنى فإنّي ... ببيت لا يهشّ له(٢) فؤادي
  سيدنيني لهم نصّ المطايا ... وتعليق الأداوّي والمزاد
  وظهر معبّد قد أعملته ... مناسمهنّ طلَّاع النّجاد(٣)
  وعين الحمض حمض خناصرات(٤) ... وما بالعرق من سبل الغوادي(٥)
  فهنّ خواضع الأبدان قود(٦) ... كأنّ رؤوسهنّ قبور عاد
  كأن مواقع الغربان منها ... منارات بنين(٧) على عماد
  طلب عبد الملك فضاله فلما وجده قد مات أكرم أهله
  [قال](٨) فلمّا ولي عبد الملك بعث إلى فضالة يطلبه، فوجده قد مات، فأمر لورثته بمائة ناقة تحمل وقرها برا وتمرا. [قال](٨): والكاهليّة التي ذكرها زهرة(٩) بنت خنثر امرأة من بني كاهل بن أسد، وهي أمّ خويلد بن أسد بن عبد العزّى.
(١) كذا في ط، م، ف. «سميدع» بالدال المهملة. وفي سائر الأصول: «سميذع» بالذال المعجمة. وإهمال الدال هو ما يفهم من كلام اللغويين، بل صرح بعضهم بأن إعجامها خطأ (راجع «تاج العروس» مادة سميدع). والسميدع: السيد الكريم الشريف السخي الموطأ الأكتاف، والشجاع، والرجل الخفيف في حوائجه. ويقال: إنه لواري الزناد، وواري الرند، ووريّ الزند، إذا رام أمرا أنجح فيه وأدرك ما طلب.
(٢) كذا في ط، م، ف. وفي سائر الأصول: «لا يهش به».
(٣) تقدم شرح ما في هذا البيت والذي قبله في ص ٧٠.
(٤) في أكثر الأصول: «وعين» بالواو. والصواب من ط، م، ف. وخناصرة بليدة من أعمال حلب تحاذي قنسرين نحو البادية، وهي قصبة كورة الأحص؛ قال عدي بن الرقاع:
وإذا الربيع تتابعت أنواؤه ... فسقى خناصره الأحص وزادها
وقد يجمع في الشعر كما هنا، كأن الشاعر يجعل كل موضع منها خناصرة. قال جران العود:
نظرت وصحبتي بخناصرات ... ضحيا بعد ما متع النهار
(٥) في أكثر الأصول:
وما بالعرف من سبل الفؤاد
صوابه من ط، م، ف. وسبل الغوادي: مطرها. يريد ما أنبته المطر من مرعى.
(٦) قود: جمع أقود وقوداء. والقود (بالتحريك): طول الظهر والعنق.
(٧) كذا في ط. وفي أكثر الأصول: «تبين». والغرابان من الفرس والبعير: حرفا الوركين الأيسر والأيمن اللذان فوق الذنب حيث التقى رأسا الورك اليمنى واليسرى، والجمع غربان. والغراب أيضا: قذال الرأس؛ يقال: شاب غرابه أي شعر قذاله. يريد أن يصف المطايا بالضخامة والارتفاع، كما وصفها في البيت الذي قبله بالطول.
(٨) زيادة عن ف.
(٩) ورد هذان الاسمان محرفين في أكثر الأصول، ففيها جميعا: «زهراء» وفي ب، س، ح: «خثراء». وفي م، أ: «خشراء».
والتصويب من ط.