كتاب الأغاني،

أبو الفرج الأصبهاني (المتوفى: 356 هـ)

أخبار فضالة بن شريك ونسبه

صفحة 320 - الجزء 12

  وقد فات قيس بعيرانة⁣(⁣١) ... إذا الظَّلّ كان مداه قصيرا

  من اللَّاعبات بفضل الزّمام ... إذا أقلق السّير فيه الضّفورا⁣(⁣٢)

  ومن يبك منكم بني موقد ... ولم يرهم يبك شجوا كبيرا

  هم العاسفون⁣(⁣٣) صلاب القنا ... إذا الحيل كانت من الطَّعن زورا⁣(⁣٤)

  / وأيسار لقمان⁣(⁣٥) إذ أمحلوا ... وعزّ لمن جاءهم مستجيرا

  فإن أنا لم يقض لي ألقهم⁣(⁣٦) ... قرأت السّلام عليهم كثيرا

  عود إلى شعر في ذم ابن الزبير قيل إنه لفضالة

  وذكر ابن حبيب في هذه الرواية أنّ القصيدة التي ذكرتها عن المدائنيّ في خبر عبد اللَّه بن فضالة بن شريك مع ابن الزّبير كانت مع فضالة وابن الزّبير لا مع ابنه، وذكر الأبيات وزاد فيها:

  شكوت إليه أن نقبت⁣(⁣٧) قلوصي ... فردّ جواب مشدود الصّفاد⁣(⁣٨)

  يضنّ بناقة ويروم ملكا ... محال ذلكم⁣(⁣٩) غير السّداد

  / وليت إمارة فبخلت لما ... وليتهم بملك مستفاد


(١) كذا في ط، ج، م، ف. وفي سائر الأصول: «بعيرانه» تصحيف. والعيرانة من النوق: القوية التي تشبه العير، وهو الحمار الوحشي، في القوّة والنشاط.

(٢) في م، أ: «الصقورا» وفي چ ب، س: «القصورا» والتصويب من ط. والضفور: جمع ضفر (بالفتح) وهو ما يشدّ به البعير من الشعر المضفور.

(٣) في أكثر الأصول: «العاشقون» والتصويب من ط، م.

(٤) زور: مائلات، واحدها أزور وزوراء.

(٥) الأيسار: أصحاب القداح المجتمعون على الميسر، الواحد يسر (بالتحريك). ولقمان هو ابن عاد صاحب النسور السبعة التي آخرها لبد، وهو غير لقمان الحكيم. قال المفضل الضبي في أمثاله (ص ٧٤ طبعة الجوائب سنة ١٣٠٠ هـ): «زعموا أن لقمان بن عاد جاور حيا من العمالقة وهم عرب، فملأ عسّا له لبنا، ثم قال لجارية له: انطلق بهذا العس إلى سيد هذا الحي فأعطيه إياه، وإياك أن تسألي عن اسمه واسم أبيه. فانطلقت حتى أتتهم، فإذا هم بين لاعب وعامل في ضيعته ومقبل على أمره، حتى مرت بثمانية نفر منهم عليهم وقار وسكينة ولهم هيئة، فقامت تتفرّس فيهم أيهم تعطي العس. فمرت بها أمة، فقال لها جارية لقمان: إن مولاي أرسلني إلى سيد هذا الحي ونهاني أن أسأل عن اسمه واسم أبيه. فقالت لها الأمة: إن وصفتهم لك فخذي أيهم شئت أو ذري، وفيهم سيد الحي. ثم أخذت الأمة تصفهم واحدا واحدا بصفات كلها تمتّ إلى الكرم والشجاعة، وهي الخلال المحمودة في البادية، وهم بيض، وحممة، وطفيل، وذفافة، ومالك، وتميل، وقرزعة، وعمار؛ فأعطت الجارية العس من رأته من الوصف سيدهم. وقد ذكرت العرب أيسار لقمان في شعرها في الفخر والمدح؛ فقال شاعرهم:» قومي أيسار لقمان «أو» وهم أيسار لقمان.

قال طرفة:

وهم إيسار لقمان إذا ... أغلت الشتوة أبداء الجزر

وأبداء الجزور: أشرف أعضائها، واحدها بدء (بالفتح).

وقال أوس بن حجر:

وأيسار لقمان بن عاد سماحة ... وجودا إذا ما الشول أمست جرائرا

(٦) جزم الفعل على البدل.

(٧) كذا في ط، ج، م، ف. وفي سائر الأصول: «تعبت».

(٨) الصفاد (بالكسر): ما يوثق به الأسير من قدّ أو قيد.

(٩) في ط، م، ف: «ذاكم».