أخبار إبراهيم بن سيابة ونسبه
  ويروى أنّ رحاص هذه مغنّية كان الغلام يحبّها، وأنه سكر ونام؛ فقبّله ابن سيابة. فلمّا انتبه قال للجارية:
  ليت شعري ما كان خبرك مع ابن سيابة؟ فقالت له: سل عن خبرك أنت / معه، وحدّثته بالقصّة؛ فهجره الغلام؛ فقال هذا الشعر.
  جوابه لمن عاتبه على مجونه، ولمن سأل عنه وهو سكران محمول في طبق
  أخبرني الحسن بن عليّ قال حدّثنا بن مهروية قال حدّثنا علي بن الصّبّاح قال:
  عاتبنا ابن سيابة على مجونه، فقال: ويلكم! لأن ألقى اللَّه تبارك وتعالى بذلّ المعاصي فيرحمني، أحبّ إليّ من أن ألقاه أتبختر إدلالا بحسناتي فيمقتني.
  قال: ورأيت ابن سيابة يوما وهو سكران وقد حمل في طبق يعبرون به على الجسر، فسألهم إنسان ما هذا؟
  فرفع رأسه من الطبق وقال: هذا بقيّة ممّا ترك آل موسى وآل هارون تحمله الملائكة يا كشخان(١).
  ولع به أبو الحارث جمبز حتى أحجله فهجاه
  أخبرني الحسن بن علي قال حدّثنا محمد بن القاسم بن مهروية قال حدّثنا أبو الشّبل البرجمي قال:
  ولع [يوما](٢) أبو الحارث جمّيز بابن سيابة حتى أخجله. فقال عند ذلك ابن سيابة يهجوه:
  بنى أبو الحارث الجمّيز في وسط ... من ظهره وقريبا من ذراعين
  ديرا لقسّ إذا ما جاء يدخله ... ألقى على باب دير القسّ خرجين
  يعدو على بطنه شدّا على عجل ... لا ذو يدين ولا يمشي برجلين
  جوابه لمن اقترض منه فاعتذر
  أخبرني هاشم بن محمد الخزاعيّ قال حدّثنا عيسى بن إبراهيم تينة قال:
  كتب ابن سيابة إلى صديق له يقترض منه شيئا؛ فكتب إليه يعتذر له ويحلف أنّه ليس عنده ما سأله. فكتب إليه: «إن كنت كاذبا فجعلك اللَّه صادقا. وإن كنت ملوما فجعلك اللَّه معذورا».
  ضرط في جماعة فكلم استه
  أخبرني محمد بن أبي الأزهر قال حدّثنا حمّاد بن إسحاق عن أبيه قال:
  كان ابن سيابة الشاعر عندنا يوما مع جماعة نتحدّث ونتناشد وهو ينشدنا شيئا من شعره، فتحرّك فضرط، فضرب بيده على استه غير مكترث، ثم قال: إمّا أن تسكتي حتّى أتكلَّم، وإمّا أن تتكلَّمي حتى أسكت.
  غمز غلاما أمرد فأجابه
  أخبرني عليّ بن صالح بن الهيثم الأنباريّ الكاتب قال حدّثني أبو هفّان قال:
  غمز ابن سيابة غلاما أمرد ذات يوم فأجابه، ومضى به إلى منزله، فأكلا وجلسا يشربان. فقال له الغلام: أنت
(١) الكشخان: الديوث.
(٢) زيادة عن ف.