أخبار متفرقة
  كم من دنيّ(١) لها قد صرت أتبعه ... ولو صحا(٢) القلب عنها كان لي تبعا
  وزادني كلفا بالحبّ أن منعت ... أحب شيء(٣) إلى الإنسان ما منعا
  وقوله أيضا:
  وما العيش إلَّا ما تلذّ وتشتهي ... وإن لام فيه ذو الشّنان(٤) وفنّدا
  فقال كثيّر: قد واللَّه أجاد! فما الذي استجفيت من قولي؟ قالت: أخزاك اللَّه! أما استحييت حين تقول:
  يحاذرن مني غيرة قد عرفنها ... لديّ فما يضحكن إلَّا تبسّما
  فقال كثيّر:
  وددت وبيت اللَّه أنّك بكرة ... هجان وأنّي مصعب ثم نهرب
  كلانا به عرّ فمن يرنا يقل ... على حسنها جرباء تعدي وأجرب
  نكون لذي مال كثير مغفّل ... فلا هو يرعانا ولا نحن نطلب
  فقالت لي: ويحك! لقد أردت بي الشقاء الطويل، ومن المنى ما هو أعفى من هذا وأطيب.
  أبيات من شعر أبي زبيد وبيان ألحانه
  صوت
  قد كنت في منظر ومستمع ... عن نصر بهراء غير ذي فرس(٥)
  لا ترة عندهم فتطلبها ... ولا هم نهزة لمختلس
  / بكفّ حرّان ثائر بدم ... طلَّاب وتر في الموت منغمس
  إمّا تقارش بك الرّماح فلا ... أبكيك إلا للدّلو والمرس
  تذبّ عنه كفّ بها رمق ... طيرا عكوفا كزوّر العرس
  عما قليل يصبحن مهجته ... فهنّ من والغ ومنتهس
  الشعر لأبي زبيد الطائيّ. والغناء لابن محرز في الأوّل والثاني خفيف ثقيل الأوّل بالسبّابة في مجرى البنصر عن إسحاق. وذكر عمرو بن بانة أنّ في الأربعة الأوّل خفيفي ثقيل كلاهما بالبنصر لمعبد وابن محرز، ووافقه الهشاميّ في لحن معبد في الأول والثاني وذكر أنّه بالوسطى. وفي كتاب ابن مسجح عن حمّاد له؛ فيه لحن يقال إنّه
(١) الدني: الخسيس. وأصله دنيء بالهمز. وقد تقلب الهمزة ياء وتدغم في الياء.
(٢) في ف: «ولو سلا القلب عنها صار ...».
(٣) يرويه النحويون: «وحب شيء» على أن «حب» أفعل تفضيل حذفت همزته (راجع الحاشية الخامسة ص ٢٩٩ في الجزء الرابع من هذه الطبعة).
(٤) الشنان: البغض مثل الشنآن.
(٥) سيرد هذا الشعر في أخبار أبي زبيد ضمن قصيدة طويلة، وسنشرح ما يحتاج إلى شرح هناك.