7 - أخبار العرجي ونسبه
  صوت
  / بفناء بيتك وابن مشعب حاضر ... في سامر(١) عطر وليل مقمر
  مستشعرين(٢) ملاحفا(٣) هرويّة ... بالزّعفران صباغها والعصفر
  فتلازما عند الفراق صبابة ... أخذ الغريم بفضل ثوب المعسر
  الأزهر: على ثلاثة أميال من الطَّائف(٤). وابن مشعب الذي عناه مغنّ من أهل مكَّة كان في زمن ابن سريج. والغناء في هذه الأبيات له رمل بالوسطى. قال إسحاق: كان ابن مشعب من أحسن الناس وجها وغناء(٥)، ومات في تلك الأيام، فأدخل الناس غناءه في غناء ابن سريج والغريض. قال: وهذا الصوت ينسبه من لا يعلم إلى ابن محرز، يعني:
  بفناء بيتك وابن مشعب حاضر
  قال: وهو الذي غنّى:
  أقفر ممّن يحلَّه السّند(٦) ... فالمنحنى(٧) فالعقيق فالجمد(٨)
  ويحي(٩) غدا إن غدا عليّ بما ... أحذر من فرقة الحبيب غد
  والناس ينسبونه إلى ابن سريج.
  حكاية يرويها ابن مخارق عن العرجي
  أخبرني الحرميّ بن أبي العلاء قال حدّثنا الزبير قال حدّثنا محمد بن ثابت بن إبراهيم الأنصاريّ قال حدّثني ابن مخارق قال:
  واعد العرجيّ هوى(١٠) له شعبا من شعاب عرج الطائف إذا نزل رجالها يوم الجمعة إلى مسجد الطائف.
  فجاءت على أتان لها معها جارية لها، وجاء العرجيّ على حمار معه غلام له، فواقع المرأة، وواقع الغلام الجارية، ونزا الحمار على الأتان. فقال العرجيّ: هذا يوم قد غاب عذّاله:
  غنى العرجي
  أخبرني عمّي قال حدّثنا الكرانيّ قال حدّثنا النّضر بن عمرو عن ابن داحة قال:
(١) السامر: مجلس السّمار. والسامر أيضا: اسم جمع بمعنى السمار، كالحاج بمعنى الحجاج.
(٢) مستشعرين: لابسين؛ يقال: استشعر الثوب أي لبسه، وأصله من الشعار وهو ما يلبس تحت الدثار.
(٣) الملاحف: جمع ملحف ومثله الملحفة واللَّحاف، وهو كل ما التحف به.
(٤) في ت: «من مكة». وعبارة ياقوت: «الأزهر موضع على أميال من الطائف».
(٥) في ت، ح: «أحسن الناس غناء».
(٦) في «معجم ياقوت»: سند في قول النابغة:
يا دار مية بالعلياء فالسند
بلد معروف في البادية. ثم قال وقال الأديبي: سند بفتحتين: ماء معروف لبني سعد.
(٧) المنحنى: موضع قرب مكة، كما في «شرح القاموس».
(٨) الجمد: جبل لبني نصر بنجد، كما في ياقوت.
(٩) في ت: «ويلي».
(١٠) هوى بمعنى مهويّ أي محبوبة، كما في قول الشاعر:
هواي مع الركب اليمانين مصعد