كتاب الأغاني،

أبو الفرج الأصبهاني (المتوفى: 356 هـ)

نسب المتوكل الليثي وأخباره

صفحة 383 - الجزء 12

  على حين ارعويت وكان رأسي ... كأنّ على مفارقه ثغاما⁣(⁣١)

  سعى الواشون حتى أزعجوها ... ورثّ الحبل فانجذم انجذاما

  فلست بزائل ما دمت حيّا ... مسرّا من تذكَّرها هياما

  ترجّيها وقد شحطت نواها ... ومنّتك المنى عاما فعاما

  خدلجّة لها كفل وثير ... ينوء بها إذا قامت قياما

  مخصّرة ترى في الكشح منها ... على تثقيل أسفلها انهضاما

  إذا ابتسمت تلألأ ضوء برق ... تهلَّل في الدّجنّة ثم داما

  وإن قامت تأمّل رائياها ... غمامة صيّف ولجت غماما⁣(⁣٢)

  / إذا تمشي تقول دبيب أيم ... تعرّج ساعة ثم استقاما⁣(⁣٣)

  وإن جلست فدمية بيت عيد ... تصان ولا ترى إلا لماما

  فلو أشكو الذي أكشو إليها ... إلى حجر لراجعني الكلاما

  أحبّ دنوّها وتحبّ نأيي ... وتعتام التنائي⁣(⁣٤) لي اعتياما

  كأني من تذكَّر أم بكر ... جريح أسنّة يشكو كلاما

  تساقط أنفسا نفسي عليها ... إذا شحطت وتغتمّ اغتماما⁣(⁣٥)

  غشيت لها منازل مقفرات ... عفت إلا الأياصر والثّماما⁣(⁣٦)

  ونؤيا قد تهدّم جانباه ... ومبناها بذي سلم خياما⁣(⁣٧)

  صليني واعلمي أني كريم ... وأنّ حلاوتي خلطت عراما⁣(⁣٨)

  وأني ذو مجامحة صليب ... خلقت لمن يماكسني لجاما⁣(⁣٩)

  فلا وأبيك لا أنساك حتى ... تجاوب هامتي في القبر هاما⁣(⁣١٠)


(١) الثغام كسحاب: نبت، ويقال أثغم الرأس إذا صار كالثغامة بياضا.

(٢) الصيف: المطر الذي يجيء صيفا.

(٣) كذا في ف. وفي ط، ب، م: «دبيب سيل». وفي سائر النسخ: «دبيب شول». والأيم: الحية.

(٤) في ف: «وتعتام التباعد». وتعتام: تختار.

(٥) شحطت: بعدت.

(٦) الأياصر: جمع أيصر، وهو وتد الطنب، أو حبل صغير يشد به أسفل الخباء. والثمام: نبت ضعيف له خوص أو شبيه بالخوص، وربما حشى وسد به خصاص البيوت.

(٧) النؤي: الحفير حول الخباء أو الخيمة يمنع السيل. في ف: «بذي السلم الخياما». وفي ط، م: «تهدم جانباها».

(٨) عراما: شراسة وأذى. في س، ج؛ «عزاما».

(٩) يماكسني: يشاكسني. وفي ف: «يشاكسني».

(١٠) الهامة: الرأس. والهام: جمع هامة، وهي طائر يزعمون أنه يخرج من رأس القتيل فيظل يصيح: اسقوني اسقوني، حتى يؤخذ بثأره.