كتاب الأغاني،

أبو الفرج الأصبهاني (المتوفى: 356 هـ)

خبر كثير وخندق الأسدي

صفحة 393 - الجزء 12

  ١٥ - خبر كثيّر وخندق الأسديّ الذي من أجله قال هذا الشعر

  كانا يقولان بالرجعة

  حدّثني محمد بن العباس اليزيديّ قال حدّثني محمد بن حبيب. وأخبرني وكيع قال حدّثنا عليّ بن محمد النوفليّ عن أبيه. وأخبرنا أحمد بن عبد العزيز قال حدّثنا عمر بن شبة عن ابن داحة، قالوا:

  كان خندق بن مرة الأسديّ - هكذا قال النوفليّ. وغيره يقول: خندق بن بدر - صديقا لكثيّر، وكانا يقولان بالرجعة⁣(⁣١)، فاجتمعا بالموسم فتذاكر التشيع. فقال خندق: لو وجدت من يضمن لي عيالي بعدي لوقفت بالموسم فذكرت فضل آل محمد ، وظلم الناس لهم وغصبهم إياهم على حقهم، ودعوت إليهم وتبرأت من أبي بكر وعمر. فضمن كثيّر عياله، فقام ففعل ذلك وسب أبا بكر وعمر رضوان اللَّه عليهما وتبرأ منهما.

  قال عمر بن شبة في خبره فقال: أيها الناس إنكم على غير حق، تركتم أهل بيت نبيكم، والحقّ لهم وهم الأئمة - ولم يقل إنه سب أحدا - فوثب عليه الناس فضربوه ورموه حتى قتلوه. ودفن خندق بقنوني⁣(⁣٢). فقال إذ ذاك كثيّر يرثيه:

  أصادرة حجّاج كعب ومالك ... على كل عجلى ضامر البطن محنق⁣(⁣٣)

  بمرثية فيها ثناء محبّر ... لأزهر من أولاد مرة معرق

  كأنّ أخاه في النوائب ملجأ ... إلى علم من ركن قدس المنطَّق⁣(⁣٤)

  ينال رجالا نفعه وهو منهم ... بعيد كعيّوق⁣(⁣٥) الثريّا المعلَّق⁣(⁣٦)

  / تقول ابنة الضّمري مالك شاحبا ... ولونك مصفرّ وإن لم تخلَّق⁣(⁣٧)

  فقلت لها لا تعجبي، من يمت له ... أخ كأبي بدر وجدّك يشفق⁣(⁣٨)


(١) بعده في ف: «وكانا خشبيّين جميعا». وفي ح: «وكانا حسنيين».

(٢) قنوني: واد من أودية السراة يصب إلى البحر في أوائل أرض اليمن من جهة مكة.

(٣) في ف: «على كل فتلاء الذراعين محنق». عجلى: مسرعة.

(٤) قدس: جبل عظيم بنجد. والمنطق: المرتفع.

(٥) العيوق: نجم أحمر مضئ في أطراف المجرة الأيمن يتلو الثريا لا يتقدمها.

(٦) في ف: «المحلق».

(٧) في ج: «حاشبا». وتخلق: تطيب بالخلوق، وهو ضرب من الطيب مائع فيه صفرة لأن أكثر أجزائه من الزعفران.

(٨) يشفق: يجزع، وفي ط: «يسبق». وفي ف: «يشتق».