كتاب الأغاني،

أبو الفرج الأصبهاني (المتوفى: 356 هـ)

7 - أخبار العرجي ونسبه

صفحة 311 - الجزء 1

  إلى أبي عديّ فنهاه عنه وقال: لئن عدت لا كلَّمتك أبدا، فكفّ عنه.

  كان العرجي من أفرس الناس وأرماهم وأبراهم لسهم

  أخبرني محمد بن مزيد قال حدّثنا حمّاد بن إسحاق عن أبيه عن سليمان بن عثمان بن يسار: رجل من أهل مكة وكان هيّبا⁣(⁣١) أديبا قال:

  كان للعرجيّ حائط يقال له العرج في وسط بلاد بني نصر بن معاوية، فكانت إبلهم وغنمهم تدخل فيه فيعقر كلّ ما دخل منها، فكانت تضرّ به ويضرّ / بأهلها ويشكونه ويشكوهم. وكان من أفرس الناس وأرماهم وأبراهم لسهم، فكان ربّما برى مائة سهم من الرّمّان، ثم يقول: واللَّه لا أنقلب حتى أقتل بها مائة خلفة⁣(⁣٢) من إبل بني نصر، فيفعل ذلك.

  حبس العرجي

  قال إسحاق: فحدّثني ابن غرير⁣(⁣٣) قال: لمّا حبس العرجيّ وضرب وأقيم على البلس⁣(⁣٤) قال:

  معي ابن غرير واقفا في عباءة ... لعمري لقد قرّت عيون بني نصر

  فقال فتى من بني نصر يجيبه - وكان حاضرا لضربه وإقامته -:

  أجل قد أقرّ اللَّه فيك عيوننا ... فبئس الفتى والجار في سالف الدّهر

  وقال إسحاق في خبره: قال رجل للعرجيّ: جئتك أخطب إليك مودّتك. قال: بل خذها زنا، فإنها أحلى وألذّ!

  تمثل امرأة بشعر العرجيّ وقد ليمت على رفثها في الحج

  أخبرني محمد بن خلف وكيع قال حدّثنا إسماعيل بن مجمّع عن المدائنيّ عن عبد اللَّه بن سلَّم⁣(⁣٥) قال:

  قال عبد اللَّه بن عمر العمريّ: خرجت حاجا، فرأيت امرأة جميلة تتكلَّم بكلام أرفثت⁣(⁣٦) فيه، فأدنيت ناقتي منها، ثم قلت لها: يا أمة اللَّه، ألست حاجّة! أما تخافين اللَّه! فسفرت عن وجه يبهر الشمس حسنا، ثم قالت: تأمّل يا عمّ! فإنّني ممّن غنا العرجيّ بقوله:

  صوت

  أماطت كساء الخزّ عن حرّ وجهها ... وأدنت على الخدّين⁣(⁣٧) بردا مهلهلا

  من اللَّاء لم يحجحن يبغين حسبة ... ولكن ليقتلن البريء المغفّلا


(١) الهيب: المهيب ...

(٢) الخلفة: الناقة الحامل، وجمعها خلف بكسر اللام، وقيل جمعها مخاض على غير قياس، كما قالوا لواحدة النساء: امرأة.

(٣) كذا في ح، ر. وفي ت: «ابن عزير». وفي سائر النسخ: «عرير».

(٤) كذا في س. وفي م، أ: «البليس» وفيء: «التليس» وهما محرّفان عنها. وفي سائر النسخ: «على الناس». والبلس: غرائر كبار من مسوح يجعل فيها التين ويشهر عليها من ينكل به وينادي عليه. ومن دعائهم: «أرانيك اللَّه على البلس».

(٥) في ب، س: «سلام».

(٦) كذا في أكثر النسخ. وفي ب، س: «رفثت» وكلاهما صحيح.

(٧) ويروى: «وأرخت على المتنين».