كتاب الأغاني،

أبو الفرج الأصبهاني (المتوفى: 356 هـ)

خبر عبد الله بن معاوية ونسبه

صفحة 428 - الجزء 12

  بشروه وهو عند معاوية بولد فسماه باسمه

  حدّثنا محمد بن العبّاس اليزيديّ قال حدّثنا أحمد بن الحارث الخرّاز عن المدائنيّ عن أبي عبد الرحمن القرشيّ:

  أنّ معاوية بن عبد اللَّه بن جعفر ولد وأبوه عبد اللَّه عند معاوية، فأتاه البشير بذلك وعرف معاوية الخبر فقال:

  سمّه معاوية ولك مائة ألف درهم، ففعل، فأعطاه المال، وأعطاه عبد اللَّه للَّذي بشّره به. قال المدائنيّ: وكان عبد اللَّه بن جعفر / لا يؤدّب ولده، ويقول: إن يرد اللَّه جلّ وعزّ بهم يتأدّبوا، فلم ينجب فيهم غير معاوية.

  خبر ابن هرمة مع معاوية بن عبد اللَّه بن جعفر

  أخبرني محمد بن خلف وكيع قال حدّثنا هارون بن محمّد بن عبد الملك الزيّات قال حدّثنا حماد بن إسحاق عن أبيه، قال هارون وحدّثني محمد بن عبد اللَّه بن موسى بن خالد بن الزبير بن العوّام قال حدّثني عمرو بن الحكم السّعيديّ وإبراهيم بن محمد ومحمد بن معن بن عنبسة قالوا:

  كان معاوية بن عبد اللَّه بن جعفر قد عوّد ابن هرمة البرّ، فجاءه يوما وقد ضاقت يده وأخذ خمسين دينارا بدين، فرفع إليه مع جاريته رقعة فيها مديح له يسأله فيه أيضا برّا، فقال للجارية: قولي له: أيدينا ضيّقة، وما عندنا شيء إلَّا شيء أخذناه بكلفة، فرجعت جاريته بذلك، فأخذ الرقعة فكتب فيها:

  فإني ومدحك غير المصي ... ب كالكلب ينبح ضوء القمر

  مدحتك أرجو لديك الثواب ... فكنت كعاصر جنب الحجر

  وبعث بالرّقعة مع الجارية، فدفعتها إلى معاوية، فقال لها: ويحك قد علم بها أحد! قالت: لا واللَّه إنما دفعها من يده إلى يدي؛ قال: فخذي هذه الدنانير فادفعيها إليه، فخرجت بها إليه، فقال: كلَّا، أليس زعم أنه لا يدفع إليّ شيئا؟

  كان ابنه معاوية صديقا ليزيد بن معاوية فسمى ابنه باسمه

  أخبرني الحرميّ بن أبي العلاء والطوسيّ قالا حدّثنا الزبير قال حدّثني عمّي مصعب قال:

  سمّي عبد اللَّه بن جعفر ابنه معاويّة بمعاويّة بن أبي سفيان. قال: وكان معاوية بن عبد اللَّه بن جعفر صديقا ليزيد بن معاوية خاصة، فسمى ابنه بيزيد ابن معاوية.

  وصيته لابنه معاوية عند وفاته

  قال الزبير: وحدّثني محمد بن إسحاق بن جعفر عن عمه محمد:

  أن عبد اللَّه بن جعفر لما حضرته الوفاة دعا ابنه معاوية فنزع شنفا⁣(⁣١) كان في أذنه وأوصى إليه - وفي ولده من هو أسنّ منه - وقال له: إني لم أزل أؤمّلك لها فلما توفى احتال بدين أبيه وخرج فطلب فيه حتى قضاه، وقسم أموال أبيه بين ولده، ولم يستأثر عليهم بدينار ولا درهم ولا غيرهما.


(١) الشنف: الذي يلبس في أعلى الأذن.