كتاب الأغاني،

أبو الفرج الأصبهاني (المتوفى: 356 هـ)

خبر عبد الله بن معاوية ونسبه

صفحة 427 - الجزء 12

  فما هو إلا أن سمعهما الناس يتكلمان حتى حجزوا بينهما وانصرفوا.

  شعر ابن قيس الرقيات في علته التي مات فيها

  قال يحيى وقال عبد اللَّه بن قيس الرّقيّات في علة عبد اللَّه بن جعفر التي مات فيها:

  بات قلبي تشفّه⁣(⁣١) الأوجاع ... من هموم تجنّها⁣(⁣٢) الأضلاع

  من حديث سمعته منع النو ... م فقلبي مما سمعت يراع

  إذ أتانا بما كرهنا أبو اللَّس ... لاس، كانت بنفسه الأوجاع

  قال ما قال ثم راح سريعا ... أدركت نفسه المنايا السّراع

  قال يشكو الصّداع وهو ثقيل ... بك لا بالذي عنيت الصّداع

  ابن أسماء لا أبا لك تنعى ... أنه غيرهالك نفّاع

  هاشميّا بكفّه من سجال ال ... مجد سجل يهون فيه القباع⁣(⁣٣)

  / نشر الناس كلّ ذلك منه ... شيمة المجد ليس فيه خداع

  لم أجد بعدك الأخلَّاء إلَّا ... كثماد به قذى أو نقاع⁣(⁣٤)

  بيته من بيوت عبد مناف ... مدّ أطنابه المكان اليفاع⁣(⁣٥)

  منتهى الحمد والنبوة والمج ... د إذا قصّر اللئام الوضاع⁣(⁣٦)

  فستأتيك مدحة من كريم ... ناله من ندى سجالك باع

  / من هذا الشعر الذي قاله ابن قيس في عبد اللَّه بن جعفر بيتان يغنّى فيهما، وهما:

  صوت

  قد أتانا بما كرهنا أبو الَّلس ... لاس كانت بنفسه الأوجاع

  قال يشكو الصداع وهو ثقيل ... بك لا بالَّذي ذكرت الصّداع

  غنّاه عمرو بن بأنه خفيف ثقيل، الأوّل بالوسطى على مذهب إسحاق. ويقال إن عمرو بن بانة صاغ هذا اللحن في هذا الشعر وغنّى به الواثق بعقب علَّة نالته وصداع تشكَّاه؛ قال: فاستحسنه وأمر له بعشرة آلاف درهم. وأمّ معاوية ابن عبد اللَّه بن جعفر أمّ ولد. وكان من رجالات قريش، ولم يكن في ولد عبد اللَّه مثله.


(١) شفه الحزن: لذعه وأحرقه.

(٢) أجنه: ستره.

(٣) السجل: الدلو العظيمة مملوءة. والقباع: مكيال ضخم واسع.

(٤) الثماد: الماء القليل لا مادّ له. النقاع جمع نقع: وهو الغبار.

(٥) اليفاد: ما ارتفع من الأرض.

(٦) الوضاع: جمع وضيع.