خبر عبد الله بن معاوية ونسبه
  ولم تك بالمعزى إليها نصابه(١) ... لصاقا ولا ذا المركب المتعلَّق
  فمن مثل عبد اللَّه أو مثل جعفر ... ومثل أبيك الأريحيّ المرهّق(٢)
  فقال: من هاهنا من الغرماء؟ فقيل: فلان وفلان، فدعا باثنين منهم فسارّهما وخرجا، وقال لي(٣): اتبعهما.
  قال: فأعطياني مالا كثيرا. قال يحيى: ومن مختار مدحه فيه منها قوله:
  /
  فإلَّا توات اليوم سلمى فربما ... شربنا بحوض اللهو غير المرنّق
  فدعها فقد أعذرت في ذكر وصلها ... وأجريت فيها شأو غرب ومشرق(٤)
  / ولكن لعبد اللَّه فأنطق بمدحه ... تجيرك من عسر الزمان المطبّق(٥)
  أخ قلت للأدنين لمّا مدحته(٦) ... هلمّوا وساري الليل م الآن فاطرق(٧)
  شديد التأنّي في الأمور مجرّب ... متى يعر أمر القوم يفر ويخلق(٨)
  ترى الخير يجري في أسرّة وجهه ... كمالألأت في السيف جرية رونق(٩)
  كريم إذا ما شاء عدّ له أبا ... له نسب فوق السّماك المحلَّق
  وأمّا لها فضل على كلّ حرّة ... متى ما تسابق بابنها القوم تسبق
  ومما يغنى فيه من قصيدة ابن هرمة اليائية التي مدح بها ابن معاوية قوله:
  صوت
  عجبت جارتي لشيب علاني ... عمرك اللَّه هل رأيت بديّا(١٠)
  إنما يعذر الوليد ولا يع ... ذر من عاش في الزمان عتيّا(١١)
  غنىّ فيهما فليح رملا بالبنصر من رواية عمرو بن بانة ومن رواية حبش فيهما لابن محرز خفيف ثقيل بالبنصر.
  خروج عبد اللَّه بن معاوية على بني أمية
  حدّثنا بالسبب في خروجه أحمد بن عبيد اللَّه بن عمار قال حدّثنا عليّ بن محمد النوفليّ عن أبيه وعمه عيسى،
(١) كذا في ف، وفي سائر الأصول: «ولم تك فيها بالمعرى نصابه».
(٢) المرهق: الكريم الجواد الذي يغشاه الناس.
(٣) كذا في ف. وفي سائر الأصول: «وقال لابن هرمة».
(٤) أعذر: بلغ أقصى الغاية في العذر، والشأو: الغاية.
(٥) طبق الشيء: عمّ.
(٦) في ف: «لما صحبته».
(٧) ورد في هامش ط أمام هذا البيت: «كأنه قال: قلت لأصحابي: هلموا من الآن ولساري الليل أطرق».
(٨) في ف: «متى يعم». ويفري: يشق ويقطع. ويخلق: يقدّر، من خلق الأديم. قدّره لما يريد قبل القطع.
(٩) أسرة الوجه: خطوطه، جمع سرار كسنان. لألأ البرق والنجم: أضاء ولمع، أو اضطرب بريقه، والرونق؛ ماء السيف وصفاؤه وحسنه.
(١٠) بدي مسهل بدئ، والبديء: العجيب.
(١١) عتا الشيخ عتيا: أسن وكبر.