كتاب الأغاني،

أبو الفرج الأصبهاني (المتوفى: 356 هـ)

خبر عبد الله بن معاوية ونسبه

صفحة 435 - الجزء 12

  قال وقال له أيضا:

  إنّ ابن عمك وابن أم ... ك معلم شاكي السلاح⁣(⁣١)

  يقص العدوّ وليس ير ... ضى حين يبطش بالجناح⁣(⁣٢)

  لا تحسبن أذى ابن عمّ ... ك شرب ألبان اللَّقاح⁣(⁣٣)

  بل كالشجا تحت اللَّها ... ة إذا يسوّغ بالقراح⁣(⁣٤)

  [فانظر لنفسك من يجي ... بك تحت أطراف الرماح]⁣(⁣٥)

  من لا يزال يسوءه ... بالغيب أن يلحاك لاحى⁣(⁣٦)

  خبره مع جده عبد الحميد بن عبيد اللَّه

  / أخبرني الحرميّ والطوسيّ قالا حدّثنا الزبير وحدّثني أحمد بن محمد بن سعيد قال حدّثنا يحيى بن الحسن قال حدّثنا الزبير قال حدّثني محمد بن يحيى:

  / أن عبد اللَّه بن معاوية مرّ بجدّه عبد الحميد في مزرعته بصرام⁣(⁣٧) وقد عطش فاستسقاه، فخاض⁣(⁣٨) له سويق لوز فسقاه إياه، فقال عبد اللَّه بن معاوية:

  شربت طبرزذا⁣(⁣٩) بغريض مزن ... كذوب الثلج خالطه الرّضاب

  قال يحيى قال الزبير: الرضاب ماء المسك، ورضاب كل شيء: ماؤه. فقال عبد الحميد بن عبيد اللَّه يجيب عبد اللَّه بن معاوية على قوله:

  ما إن ماؤنا بغريض مزن ... ولكنّ الملاح بكم عذاب

  وما إن بالطبرزذ طاب لكن ... بمسّك لا به طاب الشراب

  وأنت إذا وطئت تراب أرض ... يطيب إذا مشيت بها التراب


= عليه الشعر، وأصله أن الجلد إذا لم تصلحه الدبغة الأولى أعيد إلى الدباغ إذا سلمت بشرته إذ يكون فيه محتمل وقوّة، أما إذا نغلت بشرته فإنه يصير ضعيفا ويترك لئلا يزيد ضعفا، ومعناه: إنما يراجع من تصلح مراجعته ويعاتب من الإخوان من لا يحمله العتاب على اللجاج.

(١) أعلم الفارس: جعل لنفسه علامة الشجعان. والشاكي: ذو الشوكة.

(٢) وقصه: كسره ودقه.

(٣) اللقاح: جمع لقحة، وهي الناقة الحلوب.

(٤) الشجا: ما اعترض في الحلق من عظم ونحوه، واللهاة: اللحمة المشرفة على الحلق، والقراح: الماء الخالص، ويقال: أساغ الغصة بالماء.

(٥) هذا البيت لم يذكر إلا في ف.

(٦) لحاه: لامه.

(٧) صرام، قال في «معجم البلدان»: «هو رستاق بفارس وأصله چرام فعربوه هكذا».

(٨) خاض: خلط، والسويق: ما يعمل من الحنطة والشعير.

(٩) الطبرزذ: السكر، والغريض: ماء المطر.