7 - أخبار العرجي ونسبه
  ونسخته أيضا من رواية محمد بن حبيب قالوا:
  كان محمد بن هشام خال هشام بن عبد الملك، فلمّا ولي الخلافة ولَّاه مكة، وكتب إليه يحجّ بالناس، فهجاه العرجيّ بأشعار كثيرة.
  / منها قوله فيه:
  كأنّ العام ليس بعام حجّ ... تغيّرت المواسم والشّكول
  إلى جيداء قد بعثوا رسولا ... ليخبرها فلا صحب الرّسول
  ويروى: «ليحزنها» وهكذا يغنّي.
  ومنها قوله:
  ألا قل لمن أمسى بمكة قاطنا ... ومن جاء من عمق(١) ونقب المشلَّل(٢)
  دعوا الحجّ لا تستهلكوا نفقاتكم ... فما حجّ هذا العام بالمتقبّل
  وكيف يزكَّي حجّ من لم يكن له ... إمام لدى تجميره غير دلدل(٣)
  يظلّ يرائي بالصّيام نهاره ... ويلبس في الظَّلماء سمطى(٤) قرنفل
  فلم يزل محمد يطلب عليه العلل حتى وجدها فحبسه.
  قال الزّبير في خبره عن عمّه ومحمد الضّحّاك، وقال إسحاق في خبره عن أيّوب بن عباية: كان العرجيّ يشبّب بأمّ محمد بن هشام، وهي من بني الحارث بن كعب، ويقال لها جيداء:
  صوت(٥)
  عوجي علينا ربّة الهودج ... إنّك إن لا تفعلي تحرجي
  إنّي أتيحت لي يمانية ... إحدى بني الحارث من مذحج
  نلبث حولا كاملا كلَّه ... ما نلتقي إلا على منهج
  في الحجّ إن حجّت وماذا منى ... وأهله إن هي لم تحجج
  أيسر ما نال محبّ لدى ... بين حبيب قوله عرّج
(١) عمق: واد من أودية الطائف نزله رسول اللَّه ÷ لما حاصر الطائف، وفيه بئر ليس بالطائف أطول رشاء منها.
(٢) المشلل: جبل يهبط منه إلى قديد من ناحية البحر. والنقب: الطريق في الجبل.
(٣) الدلدل: شبه القنفذ، وهي دابة تنتفض فترمي بشوك كالسهام، وفرق ما بينهما كفرق ما بين الفئرة والجرذان والبقر والجواميس والعراب والبخاتيّ. ولعله شبهه بالقنفذ لأنه أكثر ما يظهر بالليل.
(٤) السمط: الخيط ما دام فيه الخرز وإلَّا فهو سلك.
(٥) هذه الكلمة موجودة في جميع النسخ عدا نسخة ت ولم يذكر بعد أنه غنى فيه.