كتاب الأغاني،

أبو الفرج الأصبهاني (المتوفى: 356 هـ)

أخبار أبي وجزة ونسبه

صفحة 448 - الجزء 12

  والمانعين من الهضمية جارهم ... والجامعين الراقعين لما وهى⁣(⁣١)

  والعاطفين على الضّريك بفضلهم ... والسابقين إلى المكارم من سعى⁣(⁣٢)

  / وهي قصيدة طويلة يمدح فيها بني عطية جميعا ويذكر وقعتهم بأبي حمزة الخارجي، ولا / معنى للإطالة بذكرها.

  مدح عبد اللَّه بن الحسن فغضب ابن الزبير فصالحة بشعر مدحه فيه

  أخبرني محمد بن مزيد بن أبي الأزهر قال حدّثنا حماد بن إسحاق عن أبيه عن الهيثم بن عدي قال.

  كان أبو وجزة السعديّ منقطعا إلى آل الزبير، وكان عبد اللَّه بن عروة بن الزبير خاصّة يفضل عليه ويقوم بأمره، فبلغه أن أبا وجزة أتى عبد اللَّه بن الحسن بن علىّ بن أبي طالب #، فمدحه فوصله، فاطرّحه ابن عروة، وأمسك يده عنه، فسأل عن سبب غضبه فأخبره به الأصمّ بن أرطأة، فلم يزل أبو وجزة يمدح آل الزبير، ولا يرجع له عبد اللَّه بن عروة إلى ما كان عليه ولا يرضى عنه حتى قال فيه:

  آل الزبير بنو حرّة ... مروا بالسيوف صدورا خنافا⁣(⁣٣)

  سل الجرد عنهم وأيّامها ... إذا امتعطوا المرهفات الخفافا

  - امتعظوا: سلَّوا، ومنه ذئب أمعط، منسلّ من شعره -:

  يموتون والقتل داء لهم ... ويصلون يوم السّياف السيّافا⁣(⁣٤)

  إذا فرج القتل عن عيصهم ... أبى ذلك العيص إلَّا التفافا⁣(⁣٥)

  مطاعيم تحمد أبياتهم ... إذا قنّع الشاهقات الطَّخافا⁣(⁣٦)

  وأجبن من صافر كلبهم ... إذا قرعته حصاة أضافا⁣(⁣٧)

  فلما أنشد ابن عروة هذه الأبيات رضى عنه وعادله إلى ما كان عليه.


(١) الهضيمة: الظلم والغصب. وهي: تخرّق وتشقق.

(٢) الضريك: الزمن والضرير والفقير السيء الحال.

(٣) هذا البيت دخله الخرم. مري الدم: استخرجه وأساله ومنه قوله:

مروا بالسيوف المرهفات دماءهم

خنافا: جمع خانف، خنف بأنفه: شمخ بأنفه من الكبر.

(٤) سايفة: جالده بالسيف وضاربه.

(٥) العيص: الشجر الكثير الملتف.

(٦) قنعت: غطى رأسها. والطخاف: السحاب المرتفع.

(٧) الصافر: طائر يتعلق من الشجر برجليه وينكس رأسه خوفا من أن ينام فيؤخذ، فيصفر منكوسا طول ليلته. وأضاف: خاف وأشفق وحذر، وفي الأصول: «أصاف» تصحيف.