كتاب الأغاني،

أبو الفرج الأصبهاني (المتوفى: 356 هـ)

أخبار دقاق

صفحة 470 - الجزء 12

٢١ - أخبار دقاق⁣(⁣١)

  تزوّجت يحيى بن الربيع ثم بعدّه من القوّاد والكتاب فماتوا وورثتهم

  كانت دقاق مغنّية محسنة جميلة الوجه قد أخذت عن أكابر مغنّي الدولة العباسية، وكانت ليحيى بن الربيع، فولدت له أحمد ابنه، وعمّر عمرا طويلا وحدّثنا عنه جحظة ونظراؤه من أصحابنا، وكان عالما بأمر الغناء والمغنين، وكان غنّي غناء ليس بمستطاب ولكنه صحيح. ومات يحيى بن الربيع فتزوّجت بعده من القوّاد والكتّاب بعدّة، فماتوا وورثتهم.

  هجاها عيسى بن زينب

  فحدّثني عمي قال حدّثني أحمد بن الطيب السّرخسيّ قال:

  كانت دقاق - أمّ ولد يحيى ابن الربيع أحمد المعروف بابن دقاق - مغنية محسنة متقنة الأداء والصّنعة، وكانت قد انقطعت إلى حمدونة بنت الرشيد ثم إلى غضيض، وكانت مشهورة بالظَّرف والمجون والفتّوة. قال أحمد بن الطيب: وعتقت دقاق فتزوّجها بعد مولاها ثلاثة من القوّاد⁣(⁣٢) من وجوههم، فماتوا جميعا، فقال عيسى بن زينب يهجوها:

  قلت لمّا رأيت دار دقاق ... حسنها قد أضرّ بالعشاق

  حذّروا الرابع الشّقيّ دقاقا ... لا يكوننّ نجمه في محاق⁣(⁣٣)

  أله عن بضعها فإن دقاقا ... شؤم حرها قد سار في الآفاق⁣(⁣٤)

  لم تضاجع بعلا فهبّ سليما ... بل جريحا وجرحه غير راقى⁣(⁣٥)

  كتبت إلى حمدون تصف هنها فردّ عليها

  أخبرني الحسين بن القاسم الكوكبيّ قال حدّثني الهداديّ الشاعر قال حدّثني أبو عبد اللَّه بن حمدون وأخبرني جحظة عن ابن حمدون - ورواية الكوكبي أتمّ - قال:

  كتبت دقاق / إلى أبي تصف هنها⁣(⁣٦) صفة أعجزه الجواب عنها، فقال له صديق له: ابعث إلى بعض المخنّثين.


(١) كذا في ف، وهو يوافق ما في «تاج العروس» وفي سائر الأصول: «دفاق» تصحيف.

(٢) عتق العبد كضرب: خرج عن العتق.

(٣) المحاق: آخر الشهر؛ إذا امحق الهلال فلم ير.

(٤) البضع (بالفتح): التزوج، والبضع (بالضم) النكاح.

(٥) راقي مسهل راقي، من رقأ الدم أو الدمع: جف.

(٦) هن المرأة: فرجها.