نسب يزيد بن الحكم وأخباره
  خبره مع الحجاج وقد ولاه كورة فارس
  أخبرني حبيب بن نصر المهّلبيّ قال حدّثنا / عبد اللَّه بن شبيب قال حدّثنا الحزامي قال:
  دعا الحجاج بن يوسف بيزيد بن الحكم الثقفيّ، فولَّاه كورة فارس، ودفع إليه عهده بها، فلما دخل عليه ليودّعه قال له الحجّاج: أنشدني بعض شعرك، وإنّما أراد أن ينشده مديحا له، فأنشده قصيدة يفخر فيها ويقول:
  وأبي الذي سلب ابن كسرى راية ... بيضاء تخفق كالعقاب الطائر
  فلما سمع الحجّاج فخره نهض مغضبا، فخرج يزيد من غير أن يودّعه، فقال الحجّاج لحاجبه: ارتجع منه العهد، فإذا ردّه فقل له: أيهما خير لك: ما ورّثك أبوك أم هذا؟ فردّ على الحاجب العهد وقال: قل له:
  ورثت جدّي مجده وفعاله ... وورثت جدّك أعنزا بالطائف
  خرج عن الحجاج مغضبا ولحق بسليمان بن عبد الملك ومدحه
  وخرج عنه مغضبا، فلحق بسليمان بن عبد الملك ومدحه بقصيدته التي أوّلها:
  /
  أمسى بأسماء هذا القلب معمودا ... إذا أقول صحا يعتاده عيدا(١)
  يقول فيها:
  سمّيت باسم امرئ أشبهت شيمته ... عدلا وفضلا سليمان بن داودا(٢)
  أحمد به في الورى الماضين من ملك ... وأنت أصبحت في الباقين محمودا
  لا يبرأ الناس من أن يحمدوا ملكا ... أولاهم في الأمور الحلم والجودا(٣)
  فقال له سليمان: وكم كان أجرى لك لعمالة فارس؟ قال عشرين ألفا. قال: فهي لك عليّ ما دمت حيا. وفي أوّل هذه القصيدة غناء نسبته:
  صوت
  أمسى بأسماء هذا القلب معمودا ... إذا أقول صحا يعتاده عيدا
  كأنّ أحور من غزلان ذي بقر ... أهدى لها شبه العينين والجيدا(٤)
  أجري على موعد منها فتخلفني ... فلا أملّ ولا نومني المواعيدا
  كأنني يوم أمسي لا تكلَّمني ... ذو بغية يبتغي ما ليس موجودا
(١) معمود: هذه العشق.
(٢) رواية: «لسان العرب» «عود»:
سميت باسم نبي أنت تشبهه ... حلما وعلما سليمان بن داودا
(٣) رواية «اللسان»: «لا يعذل الناس في أن يشكروا ملكا».
(٤) ذو بقر: موضع، والحور: شدّة سواد المقلة في شدّة بياضها، وفي «اللسان»: «سنة العينين والجيدا» - والسنة: الصورة - وقد عقب على البيت فقال: «وكان أبو علي يرويه:» شبه العينين والجيدا «- كما في رواية» الأغاني «- أراد وشبه الجيد فحذف المضاف وأقام المضاف إليه مقامه. وقد قيل: إن أبا عليّ صحفه».