نسب يزيد بن الحكم وأخباره
  ومن الناس من ينسب هذه الأبيات إلى عمر بن أبي ربيعة وذلك خطأ.
  / عروضه من البسيط، والغناء للغريض، ثقيل أوّل بالبنصر في مجراها عن إسحاق. وذكر عمرو بن بانة أنه لمعبد ثقيل أوّل بالوسطى.
  حديثه مع الحجاج وقد سمع شعره في رثاء ابنه عنبس
  أخبرنا محمد بن العباس اليزيدي قال حدّثنا الخليل بن أسد قال حدّثني العمريّ عن الهيثم بن عدي قال أخبرنا ابن عياش عن أبيه قال:
  سمعت الحجّاج - واستوى جالسا - ثم قال: صدق واللَّه زهير بن أبي سلمى حيث يقول:
  وما العفو إلَّا لامرئ ذي حفيظة ... متى يعف عن ذنب امرئ السّوء يلجج
  فقال له يزيد بن الحكم: أصلح اللَّه الأمير، إني قد رثيت ابني عنبسا ببيت، إنه لشبيه بهذا. قال: وما هو؟ قال قلت:
  ويأمن ذو حلم العشيرة جهله ... عليه، ويخشى جهله جهلاؤها
  قال: فما منعك أن تقول مثل هذا لمحمد ابني ترثيه به؟ فقال: إن ابني واللَّه كان أحبّ إليّ من ابنك.
  وهذه الأبيات من قصيدة أخبرني بها عمّي عن الكرانيّ عن الهيثم بن عديّ. قال: / كان ليزيد بن الحكم ابن يقال له عنبس، فمات فجزع عليه جزعا شديدا وقال يرثيه:
  جزى اللَّه عني عنبسا كلّ صالح ... إذا كانت الأولاد سيئا(١) جزاؤها
  هو ابني وأمسى أجره لي وعزّني ... على نفسه ربّ إليه ولاؤها
  جهول إذا جهل العشيرة يبتغى ... حليم ويرضى حلمه حلماؤها
  / وبعد هذا البيت المذكور في الخبر الأول.
  فضله عبد الملك بن مروان على شاعر ثقيف في الجاهلية
  أخبرني عمي قال حدّثنا الكراني قال حدّثنا العمريّ عن لقيط قال قال عبد الملك بن مروان:
  كان شاعر ثقيف في الجاهليّة خيرا من شاعرهم في الإسلام فقيل له: من يعني أمير المؤمنين؟ فقال لهم: أمّا شاعرهم في الإسلام فيزيد بن الحكم حيث يقول:
  فما منك الشباب ولست منه ... إذا سألتك لحيتك الخضابا
  عقائل من عقائل أهل نجد ... ومكَّة لم يعقّلن الرّكابا
  ولم يطردن أبقع يوم ظعن(٢) ... ولا كلبا طردن ولا غرابا
(١) كذا في ف، ج، وفي باقي الأصول: «شيئا» تحريف.
(٢) كذا في ف، وفي م، ط: «كلب»، وفي ب. ج،: «نجد». والغراب الأبقع: ما كان فيه سواد وبياض.