كتاب الأغاني،

أبو الفرج الأصبهاني (المتوفى: 356 هـ)

أخبار أبي نفيس ونسبه

صفحة 510 - الجزء 12

  لا يسقينّ ملح وعليب ... والمستراد لا سقاة الكوكب⁣(⁣١)

  من أجل حمّاهن ماتت زينب

  / قال الزبير: وأنشدنيها عمي مصعب لأبي نفيس بن يعلى بن منية، قال: واسمه ميمون، وكان عمي يقول:

  اسم أبي نفيس ميمون بن يعلى، وقال في الأبيات:

  لا يسقين عنبب وعليب⁣(⁣٢)

  أخبرني الحرميّ قال حدّثنا الزبير قال حدّثني محمد بن يحيى عن جدّه غسّان بن عبد الحميد قال:

  رأت عائشة زوج النبيّ بنات طارق اللواتي يقلن:

  نحن بنات طارق ... نمشي على النّمارق

  فقالت: أخطأ من يقول: الخيل أحسن من النساء.

  قال: وقالت هند بنت عتبة لمشركي قريش يوم أحد:

  نحن بنات طارق ... نمشي على النمارق

  الدّرّ في المخانق⁣(⁣٣) ... والمسك في المفارق

  إن تقبلوا نعانق ... أو تدبروا نفارق ... فراق غير وامق

  أخبرني الحرميّ قال: حدّثنا الزبير قال حدّثني محمد بن يحيى بن عبد الملك الهديريّ قال:

  جلست ليلة وراء الضحّاك بن عثمان الحزاميّ في مسجد رسول اللَّه وأنا متقنع، فذكر الضحّاك وأصحابه قول هند يوم أحد:

  نحن بنات طارق

  / فقال: وما طارق؟ فقلت: النجم، فالتفت الضحاك فقال: أبا زكريا، وكيف بذاك؟ فقلت: قال اللَّه ø: {والسَّماءِ والطَّارِقِ وما أَدْراكَ مَا الطَّارِقُ النَّجْمُ الثَّاقِبُ}. فقالت: إنما نحن بنات النجم، فقال: أحسنت.

  صوت

  /

  خليليّ قوما في عطالة فآنظرا ... أنارا أرى من نحو يبرين أم برقا⁣(⁣٤)

  فإن يك برقا فهو في مشمخرّة ... تغادر ماء لا قليلا ولا طرقا⁣(⁣٥)


(١) ملح: موضع من ديار بني جعدة باليمامة. وعليب: موضع بين الكوفة والبصرة. والمستراد: موضع في سواد العراق من منازل إياد.

والكوكب: الماء.

(٢) عنبب: اسم موضع.

(٣) المخنقة موضع: القلادة.

(٤) عطالة: جبل منيف بديار بني سعد.

(٥) المشمخر: الجبل العالي. الطرق: الماء المجتمع الذي خيض فيه فكدر فهو مطروق وطرق.