أخبار أبي نفيس ونسبه
  لا يسقينّ ملح وعليب ... والمستراد لا سقاة الكوكب(١)
  من أجل حمّاهن ماتت زينب
  / قال الزبير: وأنشدنيها عمي مصعب لأبي نفيس بن يعلى بن منية، قال: واسمه ميمون، وكان عمي يقول:
  اسم أبي نفيس ميمون بن يعلى، وقال في الأبيات:
  لا يسقين عنبب وعليب(٢)
  أخبرني الحرميّ قال حدّثنا الزبير قال حدّثني محمد بن يحيى عن جدّه غسّان بن عبد الحميد قال:
  رأت عائشة زوج النبيّ ﷺ بنات طارق اللواتي يقلن:
  نحن بنات طارق ... نمشي على النّمارق
  فقالت: أخطأ من يقول: الخيل أحسن من النساء.
  قال: وقالت هند بنت عتبة لمشركي قريش يوم أحد:
  نحن بنات طارق ... نمشي على النمارق
  الدّرّ في المخانق(٣) ... والمسك في المفارق
  إن تقبلوا نعانق ... أو تدبروا نفارق ... فراق غير وامق
  أخبرني الحرميّ قال: حدّثنا الزبير قال حدّثني محمد بن يحيى بن عبد الملك الهديريّ قال:
  جلست ليلة وراء الضحّاك بن عثمان الحزاميّ في مسجد رسول اللَّه ﷺ وأنا متقنع، فذكر الضحّاك وأصحابه قول هند يوم أحد:
  نحن بنات طارق
  / فقال: وما طارق؟ فقلت: النجم، فالتفت الضحاك فقال: أبا زكريا، وكيف بذاك؟ فقلت: قال اللَّه ø: {والسَّماءِ والطَّارِقِ وما أَدْراكَ مَا الطَّارِقُ النَّجْمُ الثَّاقِبُ}. فقالت: إنما نحن بنات النجم، فقال: أحسنت.
  صوت
  /
  خليليّ قوما في عطالة فآنظرا ... أنارا أرى من نحو يبرين أم برقا(٤)
  فإن يك برقا فهو في مشمخرّة ... تغادر ماء لا قليلا ولا طرقا(٥)
(١) ملح: موضع من ديار بني جعدة باليمامة. وعليب: موضع بين الكوفة والبصرة. والمستراد: موضع في سواد العراق من منازل إياد.
والكوكب: الماء.
(٢) عنبب: اسم موضع.
(٣) المخنقة موضع: القلادة.
(٤) عطالة: جبل منيف بديار بني سعد.
(٥) المشمخر: الجبل العالي. الطرق: الماء المجتمع الذي خيض فيه فكدر فهو مطروق وطرق.