كتاب الأغاني،

أبو الفرج الأصبهاني (المتوفى: 356 هـ)

أخبار سويد بن كراع ونسبه

صفحة 512 - الجزء 12

٢٥ - أخبار سويد بن كراع ونسبه

  سويد بن كراع⁣(⁣١) العكليّ، أحد بني الحارث بن عوف بن وائل بن قيس بن عكل. شاعر فارس مقدم من شعراء الدولة الأموية. وكان في آخر أيام جرير والفرزدق.

  كان شاعرا محكما، وكان رجل بني عكل وذا الرأي والتقدّم فيهم

  وذكر محمد بن سلام في كتاب الطبقات فيما أخبرنا عنه أبو خليفة قال:

  كان سويد بن كراع شاعرا محكما، وكان رجل بني عكل وذا الرأي والتقدّم فيهم، وعكل وضبّة وعديّ وتيم هم الرّباب.

  قال: وكان بعض بني عديّ ضرب رجلا من بني ضبّة، ثم من بني السيّد، وهم قوم نكد شرس⁣(⁣٢)، وهم أخوال الفرزدق، فاجتمعوا حتى ألَّم أن يكون بينهم شرّ، فجاء رجل من بني عديّ فأعطى يده رهينة⁣(⁣٣) لينظروا ما يصنع المضروب، فقال خالد بن علقمة (ابن الطَّيفان)⁣(⁣٤) حليف بني عبد اللَّه بن دارم:

  أسالم إني لا إخالك سالما ... أتيت بني السيّد الغواة الأشائما

  أسالم إن أفلتّ من شرّ هذه ... فوائل فرارا إنما كنت حالما⁣(⁣٥)

  أسالم ما أعطى ابن مامة مثلها ... ولا حاتم فيما بلا الناس حاتما

  قال شعرا يردّ به على خالد بن علقمة

  فقال سويد بن كراع يجيبه عن ذلك:

  أشاعر عبد اللَّه إن كنت لائما ... فإني لما تأتي من الأمر لائم

  تحضّض أفناء الرباب سفاهة ... وعرضك موفور وليلك نائم⁣(⁣٦)

  / وهل عجب أن تدرك السّيد وترها ... وتصبر للحق السّراة الأكارم⁣(⁣٧)


(١) كراع: اسم أمه لا ينصرف، واسم أبيه عمرو، وقيل: سلمة العكلي (تاج العروس).

(٢) نكد: جمع أنكد، وهو الرجل العسر الشديد الشرّ.

(٣) أعطى يده رهينة: أسلم نفسه للاسر.

(٤) الطيفان: أم خالد بن علقمة.

(٥) واءل: طلب النجاة.

(٦) أفناء: أخلاط.

(٧) يريد بالحق هنا القصاص.