كتاب الأغاني،

أبو الفرج الأصبهاني (المتوفى: 356 هـ)

أخبار سويد بن كراع ونسبه

صفحة 514 - الجزء 12

  وكنت كذات البوّ شرّمت استها ... فطابقت لما خرّمتك الغمائم⁣(⁣١)

  فلو كنت مولى مسلت ما تجللت ... به ضبع في ملتقى القوم واحم⁣(⁣٢)

  ولم يدرك المقتول إلا مجرّه ... وما أسأرت منه النسور القشاعم⁣(⁣٣)

  عليك ابن عوف لا تدعه فإنما ... كفاك موالينا الذي جرّ سالم

  أتذكر أقواما كفوك شؤونهم ... وشأنك إلا تركه متفاقم

  / قال: وقال سويد بن كراع في ذلك:

  أرى آل يربوع وأفناء مالك ... أعضّوك في الحرب الحديد المنقّبا⁣(⁣٤)

  هم رفعوا فأس اللجام فأدركت ... لهاتك حتى لم تدع لك مشربا⁣(⁣٥)

  فإن عدت عادوا بالتي ليس فوقها ... من الشرّ إلا أن تبيت محجّبا

  وتصبح تدرى الكعكبيّة قاعدا ... وينتف من ليتيك ما كان أزغبا⁣(⁣٦)

  - تدرى: تمشط بالمدرى⁣(⁣٧) كما يفعل بالنساء والكعكبية: مشطة معروفة -

  فهل سألوا فينا سواء الذي لهم ... وهل نحن أعطينا سواه فتعجبا⁣(⁣٨)

  ويروى:

  فهل سألونا خصلة غير حقهم

  وهو أجود.

  استعدت بنو عبد اللَّه سعيد بن عثمان عليه:

  قال: فآستعدت بنو عبد اللَّه سعيد بن عثمان بن عفّان على سويد بن كراع في هجائه إياهم، فطلبه ليضربه ويحسبه، فهرب منه، ول يزل متواريا حتى كلَّم فيه، فأمّنه على ألَّا يعاود، فقال سويد بن كراع:

  تقول ابنة العوفيّ ليلى ألا ترى ... إلى ابن كراع لا يزال مفزّعا


(١) البوّ: جلد الحوار يحشى تبنا فيقرب من الناقة فتعطف عليه فتدر. وشرمت استها: شققت. وانظر (اللسان) (شرم) وفي الأصول «سرمت». وطابقت: أذعنت وبخعت. الغمامة: خرقة كالكرة تدخل في أنف الناقة لئلا تشمّ.

(٢) زعموا أن الرجل إذا ضربت عنقه سقط على وجهه فإذا انتفخ انتفخ غرموله وعظم، فقلبه عند ذلك على القفا، فإذا جاءت الضبع لتأكله، فرأته على تلك الحال استدخلت غرموله وقضت وطرها منه ثم أكلته. (الحيوان) ٥: ١١٧ (طبعة الحلبي) وتجلل الفحل الناقة: علاها، وفي الأصول: «تحللت» تصحيف، والواحم: المشتهية للضراب.

(٣) أسأرت: أبقت. نسر قشعم: مسنّ.

(٤) المنقب: المثقب. أعضوك الحديد: جعلوك تعضه.

(٥) اللهاة: اللحمة المشرفة على الحلق. فأس اللجام: الحديدة القائمة في الحنك.

(٦) الليت: صفحة العنق. الزغب: صغار الشعر.

(٧) المدري: المشط.

(٨) سواه وسوى واحد.