كتاب الأغاني،

أبو الفرج الأصبهاني (المتوفى: 356 هـ)

أخبار خزيمة بن نهد ونسبه

صفحة 57 - الجزء 13

  فهم أوّل من اختطَّها⁣(⁣١): منهم مالك بن زهير. واجتمع إليهم لمّا ابتنوا بها المنازل ناس كثير من سقّاط⁣(⁣٢) القرى، فأقاموا بها زمانا؛ ثم أغار عليهم سابور⁣(⁣٣) الأكبر، فقاتلوه فكان شعارهم يومئذ: يا آل عباد اللَّه! / فسمّوا العباد، وهزمهم سابور، فصار معظمهم ومن فيه نهوض إلى الحضر من الجزيرة يقودهم الضّيزن بن معاوية التّنوخي، فمضى حتّى نزل الحضر وهو بناء بناه الساطرون⁣(⁣٤) الجرمقاني، فأقاموا به، وأغارت حمير على بقية قضاعة، فخيّروهم بين أن يقيموا على خراج يدفعونه إليهم أو يخرجوا عنهم، فخرجوا عنهم، فخرجوا - وهم كلب، وجرم والعلاف، وهم بنو زبّان بن تغلب بن حلوان، وهو أوّل من عمل الرّحال العلافية، - وعلاف لقب زبّان - فلحقوا بالشام، فأغارت عليهم بنو كنانة بن خزيمة بعد ذلك بدهر، فقتلوا منهم مقتلة عظيمة، وانهزموا⁣(⁣٥) فلحقوا بالسماوة، فهي منازلهم إلى اليوم.

  صوت

  إني امرؤ كفّني ربي ونّزهني ... عن الأمور الَّتي في غبّها وخم⁣(⁣٦)

  وإنما أنا إنسان أعيش كما ... عاش الرجال وعاشت قبلي الأمم

  الشعر للمغيرة بن حبناء، من قصيدة مدح بها المهلب بن أبي صفرة، والغناء لأبي العبيس بن حمدون، ثقيل أوّل بالبنصر، وهو من مشهور أغانيه وجيّدها.


(١) اختطها: وضع أساسها.

(٢) السقاط بضم السين المشدّدة: جمع ساقط، وهو النازل على القوم. وفي «اللسان»: «يقال سقط إليّ قوم: نزلوا علي».

(٣) سابور: ملك من ملوك الفرس.

(٤) الساطرون: ملك من ملوك العجم قتله سابور ذو الأكتاف، وسمي بذلك لأنه كان يخلع أكتاف الأسرى.

(٥) السماوة: موضع بين الكوفة والشام.

(٦) الوخم: الضار الَّذي لا يوافق.