نسب المغيرة بن حبناء وأخباره
  وما أنت بالمنسوب في آل عامر ... ولا ولدتك المحصنات المواجد(١)
  ولا ربّبتك الحنظليّة إذ غذت ... بنيها ولا جيبت عليك القلائد(٢)
  ولكن غذاك المشركون وزاحمت ... قفاك وخدّيك البظور العوارد(٣)
  ولم أر مثلي يا زياد بعرضه ... وعرضك يستبّان والسيف شاهد(٤)
  ولو أنّني غشّيتك السيف لم يقل ... إذا مت إلَّا مات علج معاهد(٥)
  المغيرة وجوائز المهلب
  ونسخت من كتاب عمرو بن أبي عمرو أيضا، قال: رجع المغيرة بن حبناء إلى أهله وقد ملأ كفّيه بجوائز المهلب وصلاته والفوائد منه، وكان أخوه صخر بن حبناء أصغر منه، فكان يأخذ على يده وينهاه عن الأمر ينكر مثله، ولا يزال يتعتّب عليه في الشيء ممّا ينكره عليه، فقال فيه صخر بن حبناء:
  صخر والمغيرة يتلاحيان لما تعتب المغيرة عليه
  رأيتك لما نلت مالا وعضّنا ... زمان نرى في حدّ أنيابه شغبا(٦)
  تجنّى عليّ الدّهر أنّي مذنب ... فأمسك ولا تجعل غناك لنا ذنبا
  فقال المغيرة يجيبه:
  لحا اللَّه أنآنا عن الضّيف بالقرى ... وأقصرنا عن عرض والده ذبّا
  وأجدرنا أن يدخل البيت باسته ... إذا القفّ دليّ من مخارمه ركبا(٧)
  أأنبأك الأفّاك عنّي أنّني ... أحرّك عرضي إن لعبت به لعبا
  أخت صخر تشكوه إلى المغيرة
  ونسخت من كتاب عمرو بن أبي عمرو، قال: جاءت أخت المغيرة بن حبناء إليه تشكو أخاها صخرا، وتذكر أنّه أسرع في مالها وأتلفه، وإنّها منعته شيئا يسيرا بقي لها، فمدّ يده إليها وضربها، فقال له المغيرة معنّفا:
  ألا من مبلغ صخر بن ليلى ... فإني قد أتاني من نثاكا(٨)
  رسالة ناصح لك مستجيب ... إذا لم ترع حرمته رعاكا
  وصول لو يراك وأنت رهن ... تباع، بماله يوما فداكا
  يرى خيرا إذا ما نلت خيرا ... ويشجي في الأمور بما شجاكا
(١) المواجد جمع ماجدة: الشريفة.
(٢) لاجببت بالبناء للمجهول: أي ما وضعت.
(٣) العوارد: جمع عاردة، وهي الغليظة الشديدة المنتصبة.
(٤) يستبان بتشديد الياء: يتشاتمان.
(٥) العلج: الكبير من كفار العجم. والمعاهد: الذمي. وهو يقصد أنه لا يقتل إن قتله، لما ورد عن رسول اللَّه قوله: «لا يقتل مؤمن بكافر ولا ذو عهد في عهده» أي لا يقتل ذو عهد أي ذو ذمة وأمان ما دام على عهده الَّذي عوهد عليه.
(٦) الشغب: تهييج الشر.
(٧) القف: بالضم: ما غلظ من الأرض وارتفع. والمخارم: جمع مخرم، وهو الطريق في الجبل.
(٨) نثاك: أخبارك. والنثا: ما أخبرت به عن الرجل من حسن أو سئ، وهنا يقصد الشر.