كتاب الأغاني،

أبو الفرج الأصبهاني (المتوفى: 356 هـ)

أخبار سويد بن أبي كاهل ونسبه

صفحة 72 - الجزء 13

  قال: فأتت بنو يشكر سويد بن أبي كاهل ليهجو زيادا، فأبى عليهم، فقال زياد:

  وأنبئتهم يستصرخون ابن كاهل ... وللؤم فيهم كاهل وسنام⁣(⁣١)

  فإن يأتنا يرجع سويد ووجهه ... عليه الخزايا غبرة وقتام⁣(⁣٢)

  دعيّ إلى ذبيان طورا، وتارة ... إلى يشكر ما في الجميع كرام

  فقال لهم سويد: هذا ما طلبتم لي! وكان سويد مغلَّبا⁣(⁣٣). وأما قوله:

  دعيّ إلى ذبيان طورا وتارة ... إلى يشكر ...

  خبر أم سويد وسبب تسميته

  فإنّ أم سويد بن أبي كاهل كانت امرأة من بني غبر، وكانت قبل أبي كاهل عند رجل من بني ذبيان بن قيس بن عيلان، فمات عنها، فتزوّجها أبو كاهل، وكانت فيما يقال حاملا، فاستلاط أبو كاهل ابنها لمّا ولدته⁣(⁣٤)، وسمّاه سويدا، / واستلحقه⁣(⁣٥)، فكان إذا غضب على بني يشكر ادّعى إلى بني ذبيان، وإذا رضي عنهم أقام على نسبه فيهم.

  / وذكر علَّان الشّعوبي، أنّه ولد في بني ذبيان، وتزوّجت أمّه أبا كاهل - وهو غلام يفعة⁣(⁣٦) - فاستلحقه أبو كاهل وادّعاه، فلحق به.

  انتماء سويد إلى قيس

  ولسويد بن أبي كاهل قصيدة ينتمي فيها إلى قيس، ويفتخر بذلك، وهي الَّتي أوّلها:

  أبى قلبه إلَّا عميرة إن دنت ... وإن حضرت دار العدا فهو حاضر

  شموس حصان السّرّ ريّا كأنها ... مربّبة مما تضمّن حائر⁣(⁣٧)

  ويقول فيها أيضا:

  أنا الغطفاني زين ذبيان فابعدوا ... فللزّنج أدنى منكم ويحابر⁣(⁣٨)

  أبت لي عبس أن أسام دنيّة ... وسعد وذبيان الهجان وعامر⁣(⁣٩)

  وحيّ كرام سادة من هوازن ... لهم في الملمّات الأنوف الفواخر⁣(⁣١٠)


(١) الكاهل: مقدم أعلى الظهر مما يلي العنق، وهو الثلث الأعلى وفيه ست فقر، أو ما بين الكتفين أو موصل العنق في الصلب.

(٢) القتام: الغبار.

(٣) المغلب: المغلوب مرارا، والمحكوم له بالغلبة، ضد.

(٤) استلاطه: ادعاه ولدا وليس منه.

(٥) استلحقه: ادعاه إليه.

(٦) اليفع: المناهز البلوغ، من يفع: ترعرع وناهز البلوغ. ويقال رجل يفع ويفعة ورجلان ورجال يفعة.

(٧) الشموس هنا: النافرة الَّتي لا تخضع، ويقال شمس الفرس: منع ظهره. وحصان السر: أي هي عفيفة في السر، بله العلانية.

والمرببة: عنى بها الدرة الَّتي يرببها الصدف في قعر الماء. وحائر البحر: مجتمع مائه. ومثله في قول حسان:

من درة بيضاء صافية ... مما تربب حائر البحر

ولأنت أحسن إذ برزت لنا ... يوم الخروج بساحة القصر

(٨) يحابر كيقاتل، وهو يحابر بن مالك بن أدد أبو مراد، ثم سميت القبيلة يحابر.

(٩) الهجان: الكريم الحسب النقية.

(١٠) الأنوف والفواخر: كناية عن ارتفاعها شمما وإباء للضيم.