كتاب الأغاني،

أبو الفرج الأصبهاني (المتوفى: 356 هـ)

أخبار سويد بن أبي كاهل ونسبه

صفحة 73 - الجزء 13

  سويد يهجو بني شيبان لأخذ ماله وينتقل عنهم

  أخبرنا محمّد بن العباس اليزيديّ، قال: حدّثنا أحمد بن معتّب الأودي عن الحرمازي⁣(⁣١)، أنّ سويد بن أبي كاهل جاور في بني شيبان، فأساؤا جواره، وأخذوا / شيئا من ماله غصبا، فانتقل عنهم وهجاهم فأكثر، وكان الَّذي ظلمه وأخذ ماله أحد بني محلَّم، فقال يهجوهم وإخوتهم بني أبي ربيعة:

  حشر الإله مع القرود محلَّما ... وأبا ربيعة ألأم الأقوام

  فلأهدينّ مع الرّياح قصيدة ... منّي مغلغلة⁣(⁣٢) إلى همّام

  الظاعنين على العمى قدّامهم ... والنازلين بشرّ دار مقام⁣(⁣٣)

  والواردين إذا المياه تقسّمت ... نزح الرّكيّ وعاتم الأسدام⁣(⁣٤)

  وقال يهجو بني شيبان:

  لعمري لبئس الحيّ شيبان إن علا ... عنيزة يوم ذو أهابيّ أغبر⁣(⁣٥)

  فلما التقوا بالمشرفية ذبذبت ... مولَّية أستاه⁣(⁣٦) شيبان تقطر

  يعني يوم عنيزة، وكان لبني تغلب على بني شيبان، وفيه يقول مهلهل:

  كأنّا غدوة وبني أبينا ... بجنب عنيزة رحيا مدير⁣(⁣٧)

  وقال أيضا:

  فأدّوا إلى بهراء فيكم بناته ... وأبناءه إنّ القضاعيّ أحمر

  يعير بني شيبان لأن بهراء ردت نساءهم حبالى بعد الأسر

  كانت بهراء أغارت على بني شيبان، فأخذوا منهم نساء، واستاقوا نعما⁣(⁣٨)، ثمّ إنهم اشتروا منهم النّساء وردّوهنّ⁣(⁣٩)، فعيرهم سويد بأنهم رددن حبالى، فقال:

  /

  ظللن ينازعن العضاريط أزرها ... وشيبان وسط القطقطانة حضّر⁣(⁣١٠)

  فمنا يزيد إذ تحدّى جموعكم ... فلم تفرحوه⁣(⁣١١)، المرزبان المسوّر

  - يزيد: رجل من يشكر، برز يوم ذي قار إلى أسوار، وحمل على بني شيبان، فانكشفوا من بين يديه -


(١) الحرمازي من الحرمزة، وهي الذكاء. وبنو الحرمازحي.

(٢) المغلغلة: المحمولة السائرة من بلد إلى بلد.

(٣) الظاعنون: المسافرون.

(٤) نزح: جمع نزوح، وهي البئر الَّتي نفد ماؤها. الركى جمع ركية: البئر. والعاتم: المحتبس البطيء. والأسدام جمع سدم، وهو الماء المندفن.

(٥) ذو أهابيّ: ذو تراب مثار.

(٦) الأستاء: جمع است وسته بفتح وسكون ويحرك، وهي العجز أو حلقة الدبر.

(٧) الغدوة بالضم: البكرة، أو ما بين صلاة الفجر وطلوع الشمس كالغداة والغدية.

(٨) النعم: الإبل والشاء، أو هو خاص بالإبل.

(٩) في ط: «ردوهم».

(١٠) العضاريط: الأتباع والأجراء. والقطقطانة: موضع كان سجن النعمان بن المنذر.

(١١) أفرحوه: غلبوه. والمرزبان: الفارس الشجاع المقدم على القوم، ويقال للأسد أيضا مرزبان. والمسور: المرتفع.