كتاب الأغاني،

أبو الفرج الأصبهاني (المتوفى: 356 هـ)

أخبار الأبيرد ونسبه

صفحة 96 - الجزء 13

  وقال يرثيه أيضا، وهي قصيدة طويلة:

  إذا ذكرت نفسي بريدا تحاملت ... إليّ ولم أملك لعيني مدمعا

  وذكَّر نيك الناس حين تحاملوا ... عليّ وأضحوا جلد أجرب مولعا⁣(⁣١)

  / فلا يبعدنك اللَّه خير أخي امرئ ... فقد كنت طلَّاع النّجاد سميدعا⁣(⁣٢)

  وصولا لذي القربى بعيدا عن الخنا ... إذا ارتادك الجادي من الناس أمرعا⁣(⁣٣)

  أخو ثقة لا ينتحي القوم دونه ... إذا القوم حالوا أو رجا الناس مطمعا⁣(⁣٤)

  ولا يركب الوجناء دون رفيقه ... إذا القوم أزجوهنّ حسرى وظلَّعا⁣(⁣٥)

  صوت

  يا زائرينا من الخيام ... حيّا كما اللَّه بالسلام

  يحزنني أن أطفتما بي ... ولم تنالا سوى الكلام⁣(⁣٦)

  بورك هارون من إمام ... بطاعة اللَّه ذي اعتصام

  له إلى ذي الجلال قربى ... ليس لعدل ولا إمام

  الشعر لمنصور النمري، والغناء لعبد اللَّه بن طاهر، رمل، ذكر ذلك عبيد اللَّه ابنه، ولم ينسبه إلى الأصابع الَّتي بنى عليها، وفيه للرفّ خفيف رمل بالوسطى، عن عمرو بن بانة. وفيه ثقيل أوّل بالبنصر مجهول الأصابع. ذكر حبش أنه للرف أيضا.


(١) المولع: ما فيه خطوط.

(٢) النجاد جمع نجد: المرتفعات. وطلاع النجاد: ضابط الأمور فيما يعجز عنه غيره. والسميدع: الكريم.

(٣) الجادي: طالب العطاء.

(٤) حالوا: ظنوا. وفي الأصول: «حالوا».

(٥) الوجناء: الناقة السريعة. والحسرى: الكليلة. والظلع: جمع ظالع، الَّتي تغمز في مشيها من عرج.

(٦) في الأصول: «أطعتماني»، وهو تحريف.