كتاب الأغاني،

أبو الفرج الأصبهاني (المتوفى: 356 هـ)

أخبار مجنون بني عامر ونسبه

صفحة 330 - الجزء 2

  وأخبرني عمّي قال حدّثنا أحمد بن الحارث عن المدائنيّ عن ابن دأب⁣(⁣١) قال: قلت لرجل من بني عامر:

  أتعرف المجنون وتروي من شعره شيئا؟ قال: أو قد فرغنا من شعر العقلاء حتى نروي أشعار المجانين! إنهم لكثير! فقلت: ليس هؤلاء أعني، إنما أعني مجنون بني عامر الشاعر الذي قتله العشق، فقال: هيهات! بنو عامر أغلظ / أكبادا من ذاك، إنما يكون هذا في هذه اليمانية الضّعاف قلوبها، السّخيفة عقولها، الصّعلة⁣(⁣٢) رؤوسها، فأما نزار فلا.

  أخبرني هاشم بن محمد قال حدّثنا الرّياشيّ قال سمعت الأصمعيّ يقول: رجلان ما عرفا في الدنيا قطَّ إلا بالاسم⁣(⁣٣): مجنون بني عامر، وابن القرّيّة⁣(⁣٤)، وإنما⁣(⁣٥) وضعهما الرّواة.

  وأخبرنا أحمد بن عبد العزيز قال حدّثنا عمر بن شبّة قال حدّثني عبد اللَّه بن أبي سعد عن الحزاميّ قال: ولم أسمعه من الحزاميّ فكتبته عن ابن أبي سعد قال أحمد: وحدّثنا به ابن أبي سعد عن الحزاميّ قال حدّثنا عبد الجبّار بن سعيد بن سليمان بن نوفل بن مساحق عن أبيه عن جدّه قال: سعيت⁣(⁣٦) على بني عامر فرأيت المجنون وأتيت به وأنشدني.

  أخبرني عليّ بن سليمان الأخفش قال حدّثنا أبو سعيد السّكَّريّ قال حدّثنا إسماعيل بن مجمّع عن المدائنيّ⁣(⁣٧) قال: المجنون المشهور بالشعر عند الناس صاحب ليلى قيس بن معاذ من بني عامر، ثم من بني عقيل⁣(⁣٨)، أحد بني نمير بن عامر بن عقيل، / قال: ومنهم رجل آخر يقال له: مهديّ بن الملوّح من بني جعدة بن كعب بن ربيعة بن عامر بن صعصعة.

  قيل إن فتى من بني أمية وضع حديثه وشعره ونسبه إليه

  وأخبرني عمّي عن الكرانيّ قال حدّثنا ابن أبي سعد عن عليّ بن الصّبّاح عن ابن الكلبيّ قال: حدّثت أن حديث المجنون وشعره وضعه فتى من بني أميّة كان يهوى ابنة عمّ له، وكان يكره أن يظهر ما بينه وبينها، فوضع حديث المجنون وقال الأشعار التي يرويها الناس للمجنون ونسبها إليه.

  أخبرني الحسين بن يحيى وأبو الحسن الأسديّ قالا: حدّثنا حمّاد بن إسحاق عن أبيه قال: اسم المجنون


(١) هو عيسى بن يزيد بن بكر بن دأب، كان عالما بأخبار العرب وأشعارهم وكان فوق ذلك شاعرا، وكان يضع بالمدينة الشعر وأحاديث السمر وكلاما ينسب إلى العرب، وكان من أكثر أهل الحجاز أدبا وعلما وعذوبة ومعرفة بأخبار الناس وأيامهم، وكان لذيذ المفاكهة طيب المسامرة كثير النادرة جيد الشعر حسن الانتزاع له، وهو من نقلة الأخبار ونقاد الأشعار، حظي عند الهادي حظوة لم تكن لأحد قبله (انظر ترجمته في التعليقات على كتاب «التاج» للجاحظ ص ١١٦ - ١١٧).

(٢) كذا في ت، ح، ومعناه الصغيرة رؤوسها. وفي حديث أم معبد في صفة النبي ÷: «لم تزر به صعلة» قال أبو عبيد: الصعلة: صغر الرأس. وفي م: «الصعبة» بالباء. وفي سائر النسخ: «الصعلة» بتقديم اللام على العين وكلاهما تحريف.

(٣) كذا في ت، م. وفي ح: إلا باسم مجنون بني عامر «وفي باقي النسخ:» إلا باسم مجنون مجنون بني عامر «والصواب ما أثبتناه.

(٤) انظر الكلام عليه في ص ٩ بالحاشية رقم ٤ من هذا الجزء.

(٥) كذا في ت. وفي ب، س: «فإنهما». وفي باقي النسخ: «إنما وضعهما».

(٦) أي خرجت عاملا على قبض الزكاة منهم.

(٧) كذا في ت، ح. وفي سائر النسخ: «عن المدائني قال قال الخ».

(٨) في «شرح مسلم» للنووي: أن عقيلا كله بالفتح إلا ابن خالد عن الزهريّ ويحيى بن عقيل وأبا القبيلة فبالضم. انظر «شرح القاموس» مادة «عقل».