كتاب الأغاني،

أبو الفرج الأصبهاني (المتوفى: 356 هـ)

أخبار مجنون بني عامر ونسبه

صفحة 331 - الجزء 2

  قيس بن معاذ أحد بني جعدة بن كعب بن ربيعة بن عامر بن صعصعة.

  وأخبرني أبو سعد الحسن بن عليّ بن زكريّا العدويّ قال حدّثنا حمّاد⁣(⁣١) بن طالوت بن عبّاد: أنه سأل الأصمعيّ عنه، فقال: لم يكن مجنونا، بل كانت به لوثة أحدثها العشق فيه، كان يهوى امرأة من قومه يقال لها ليلى، واسمه قيس بن معاذ.

  وذكر عمرو بن أبي عمرو الشّيبانيّ عن أبيه أن اسمه قيس بن معاذ.

  وذكر شعيب بن السّكن عن يونس النّحويّ أن اسمه قيس بن الملوّح، قال أبو عمرو الشّيبانيّ: وحدّثني رجل من أهل اليمن أنه رآه ولقيه وسأله عن اسمه ونسبه، فذكر⁣(⁣٢) أنه قيس بن الملوّح.

  / وذكر هشام بن محمد الكلبيّ أنه قيس بن الملوّح، وحدّث أن أباه مات قبل اختلاطه⁣(⁣٣)، فعقر على قبره ناقته وقال في ذلك.

  عقرت على قبر الملوّح ناقتي ... بذي السّرح⁣(⁣٤) لما أن جفاه الأقارب

  وقلت لها كوني عقيرا⁣(⁣٥) فإنني ... غدا راجل أمشي وبالأمس راكب

  فلا يبعدنك اللَّه يا بن مزاحم ... فكلّ بكأس الموت لا شكّ شارب⁣(⁣٦)

  وذكر إبراهيم بن المنذر الحزاميّ وأبو عبيدة معمر بن المثنّى أنّ اسمه البحتريّ بن الجعد.

  وذكر مصعب الزّبيريّ والرّياشيّ وأبو العالية أن اسمه الأقرع بن معاذ. وقال خالد بن كلثوم: اسمه مهديّ ابن الملوّح.

  وأخبرني الأخفش عن السّكَّريّ عن أبي زياد⁣(⁣٧) الكلابيّ، قال: ليلى صاحبة المجنون هي ليلى بنت سعد بن مهديّ بن ربيعة بن الحريش بن كعب بن ربيعة بن عامر بن صعصعة.

  / أخبرني محمد بن خلف وكيع، قال حدّثنا أبو قلابة الرّقاشيّ⁣(⁣٨)، قال حدّثني عبد الصّمد بن المعذّل، قال:

  سمعت الأصمعيّ وقد تذاكرنا مجنون بني عامر يقول: لم يكن مجنونا وإنما كانت به لوثة، وهو القائل:


(١) كذا في ب، س، ح. وفي باقي النسخ: «عثمان».

(٢) في ت، ح: «فعرّفه».

(٣) يقال: اختلط عقله إذا تغير وفسد.

(٤) ذو السرح: واد بأرض نجد.

(٥) عقيرا أي معقورة. وأصل العقر: قطع القوائم ثم أطلق بمعنى النحر. قال ابن الأثير: كانوا يعقرون الإبل على قبور الموتى أي ينحرونها ويقولون: إن صاحب القبر كان يعقر للأضياف أيام حياته فنكافئه بمثل صنيعه بعد وفاته. وإنما أطلق العقر على النحر لأنهم كانوا إذا أرادوا نحر البعير عقروه لئلا يشرد عند النحر أه من «اللسان» مادة عقر.

(٦) كذا في أغلب النسخ. وفي ت، ح: «لا بدّ شارب».

(٧) اسمه يزيد بن عبد اللَّه بن الحارث قال عنه ابن النديم في «الفهرست» طبع ليبزج ص ٤٤: «إنه قدم بغداد أيام المهديّ وكان شاعرا من بني عامر بن كلاب وله مصنفات ذكرها». وقال في «تهذيب التهذيب» لابن حجر العسقلاني في ترجمته: «وكان إماما في اللغة وقال عليّ بن حمزة البصريّ في كتاب» التنبيه «على أغلاط الرواة: إنما بدأت بنوادر أبي زياد لشرف قدرها ونباهة مصنفها».

(٨) كذا في أغلب النسخ. وفي ت، ح: «الرياشيّ» بالياء مكان القاف وهو تحريف، لأن أبا قلابة، وهو عبد الملك بن محمد، يعرف بالرقاشيّ نسبة إلى رقاش: قبيلة من قيس عيلان (انظر «الأنساب» للسمعانيّ في مادة الرقاشي و «الخلاصة في أسماء الرجال» في ترجمته و «تهذيب التهذيب» لابن حجر العسقلانيّ).