كتاب الأغاني،

أبو الفرج الأصبهاني (المتوفى: 356 هـ)

أخبار ناهض بن ثومة ونسبه

صفحة 121 - الجزء 13

  خليليّ قد أكثرتما اللوم فاربعا ... كفاني ما بي لو تركت كفاني⁣(⁣١)

  إذا لم تصل سلمى وأسماء في الصّبا ... بحبليهما حبلي فمن تصلان

  فدع ذا ولكن قد عجبت لنافع ... ومعواه من نجران حيث عواني⁣(⁣٢)

  عوى أسدا لا يزدهيه عواؤه ... مقيما بلوذي يذبل وذقان⁣(⁣٣)

  لعمري لقد قال ابن أشعر نافع ... مقالة موطوء الحريم مهان⁣(⁣٤)

  أيزعم أنّ العامريّ لفعله ... بعاقبة يرمى به الرجوان⁣(⁣٥)

  ويذكر إن لاقاه زلَّة نعله ... فجيء للذي لم يستبن ببيان

  كذبت ولكن بابن علبة جعفر ... فدع ما تمنّى زلَّت القدمان

  أصيب فلم يعقل وطلّ فلم يقد ... فذاك الَّذي يخزى به الأبوان⁣(⁣٦)

  وحقّ لمن كان ابن أشعر ثائرا ... به الطَّلّ حتّى يحشر الثّقلان⁣(⁣٧)

  ذليل ذليل الرهط أعمى يسومه ... بنو عامر ضيما بكل مكان

  / فلم يبق إلَّا قوله بلسانه ... وما ضرّ قول كاذب بلسان

  هجا نافع كعبا ليدرك وتره ... ولم يهج كعب نافعا لأوان

  ولم تعف من آثار كعب بوجهه ... قوارع منها وضّح وقوان⁣(⁣٨)

  وقد خضّبوا وجه ابن علبة جعفر ... خضاب نجيع لا خضاب دهان⁣(⁣٩)

  فلم يهج كعبا نافع بعد ضربة ... بسيف ولم يطعنهم بسنان

  فما لك مهجى يا بن أشعر فاكتعم ... على حجر واصبر لكل هوان⁣(⁣١٠)

  إذا المرء لم ينهض فيثأر بعمّه ... فليس يجلَّى العار بالهذيان

  أبي قيس عيلان وعمّي خندف ... ذوا البذخ عند الفخر والخطران⁣(⁣١١)


(١) أربعا: أمسكا وتوقفا.

(٢) معواه: صوته.

(٣) اللوذ: جانب الجبل وما يطيف به. ويذبل وذقان: جبلان.

(٤) في الأصول: «لقد كان». الموطوء: المداس المحتقر. في ش «أصرع» وفي ج «أضرع» وإنما هو نافع بن أشعر، كما سبق في أوّل الحديث.

(٥) الرجوان، يقال رمى به الرجوان أي استهين به استهزاء وطرح في المهالك. وهو مثل، كأنه رمى به رجوي بئر. والرجا: الناحية، وناحية البئر، والجمع أرجاء.

(٦) لم يعقل: لم تؤد ديته. والطل: هدر الدم. لم يقد: يقال أقاد القاتل بالقتيل أي قتله به.

(٧) في س، ش «الطل» بالطاء المهملة وفي ج بالمعجمة. وفي الأصل: «ابن أصفر» تحريف.

(٨) القوارع: الإصابات. الوضح: جمع واضحة، وهي الشجة الَّتي تبدي وضح العظم. والقواني: الشديدة الحمرة.

(٩) النجيع: دم الجوف.

(١٠) اكتعم لم توجد في المعجمات، ويوجد كعم البعير: شدّ فاه لئلا يعض. وفي الأصول: «ابن أصفر».

(١١) الخطران: أن يرفع الإنسان رمحه وسيفه مرة ثم يضعهما أخرى، وفي المشي أن يرفع يديه ويضعهما.