كتاب الأغاني،

أبو الفرج الأصبهاني (المتوفى: 356 هـ)

أخبار المخبل ونسبه

صفحة 136 - الجزء 13

  وقال لقيط في خبره، قال له ربيعة بن حذار: وأمّا أنت يا زبرقان فشعرك كلحم لم ينضج فيؤكل، ولم يترك نيئا فينتفع به، وأما أنت يا مخبّل فشعرك شهب من نار اللَّه يلقيها على من يشاء⁣(⁣١)، وأما أنت يا عبدة فشعرك كمزادة⁣(⁣٢) أحكم خزرها فليس يقطر منها شيء.

  استمناح روق للمخبل

  أخبرنا اليزيدي، عن عمه، عن ابن حبيب، قال: كان رجل من بني امرئ القيس يقال له روق مجاورا في بكر بن وائل باليمامة، فأغاروا على إبله وغدروا به، فأتى المخبل يستمنحه، فقال له: إن شئت فاختر خير ناقة في إبلي فخذها، وإن شئت سعيت لك. فقال: أن تسعى⁣(⁣٣) بي أحبّ إليّ. فخرج المخبل فوقف على نادي قومه، ثم قال:

  أدّوا إلى روح بن حسّ ... ان بن حارثة بن منذر

  كوماء مدفاة كأنّ ... ضروعها حمّاء أجفر⁣(⁣٤)

  تأبى إلى بصص تس ... حّ المحض باللبن الفضنفر⁣(⁣٥)

  فقالوا: نعم ونعمة. فجمعوا له بينهم الناقة والناقتين من رجلين حتى أعطوه بعدّة / إبله.

  وقال ابن حبيب في هذه الرواية: «كان رجل من بني ضبة».

  صوت

  اسل عن ليلى علاك المشيب ... وتصابي الشيخ شيء عجيب

  وإذا كان النسيب بسلمى ... لذّ في سلمى وطاب النسيب

  إنما شبّهتها إذ تراءت ... وعليها من عيون رقيب

  بطلوع الشّمس في يوم دجن ... بكرة أو حان منها غروب

  إنني فاعلم وإن عزّ أهلي ... بالسّويداء الغداة غريب⁣(⁣٦)

  الشعر لغيلان بن سلمة الثّقفيّ، وجدت ذلك في جامع شعره بخط أبي سعيد السكريّ، والغناء لابن زرزور الطائفي، خفيف ثقيل أوّل بالوسطى، عن يحيى المكي، وفيه ليونس الكاتب لحن ذكره في كتابه، ولم يجنّسه⁣(⁣٧).


(١) على من يشاء، ساقطة من ح.

(٢) المزادة: الراوية. وقيل لا تكون إلا من جلدين بينهما ثالث لتتسع.

(٣) في الأصول: «بل يسعى بي».

(٤) الكوماء: الناقة العظيمة الضخمة السنام. والمدفأة: الكثيرة الوبر والشحم. والأجفر يقال: جفر ولد الشاة، إذا عظم واستكرش أو بلغ أربعة أشهر. والحماء: الاست. وفي الأصول: «جماة».

(٥) تسح: تنزل. والمحض: اللبن الخالص. وفي البيت تحريف ظاهر.

(٦) السويداء: موضع بالحجاز بعد المدينة على طريق الشام.

(٧) لم يجنسه: لم يذكر نوع لحنه.