كتاب الأغاني،

أبو الفرج الأصبهاني (المتوفى: 356 هـ)

أخبار حاجز ونسبه

صفحة 147 - الجزء 13

  أخت حاجز ترثيه حين انقطعت أخباره

  قال أبو عمرو: خرج حاجز في بعض أسفاره فلم يعد، ولا عرف له خبر، فكانوا يرون أنه مات عطشا أو ضلّ، فقالت أخته ترثيه:

  أحيّ حاجز أم ليس حيّا ... فيسلك بين جندف والبهيم⁣(⁣١)

  ويشرب شربة من ماء ترج ... فيصدر مشية السبع الكليم⁣(⁣٢)

  ما قيل من الشعر في فرار حاجز

  أخبرني هاشم بن محمّد، قال: حدّثنا دماذ عن أبي عبيدة، قال:

  كان حاجز الأزدي مع غاراته كثير الفرار، لقي عامرا فهرب منهم فنجا، وقال:

  ألا هل أتى ذات القلائد فرّتي ... عشية بين الجرف والبحر من بعر⁣(⁣٣)

  عشية كادت عامر يقتلونني ... لدى طرف السلماء راغية البكر⁣(⁣٤)

  فما الظبي أخطت خلفة الصقر رجله ... وقد كاد يلقى الموت في خلفة الصقر⁣(⁣٥)

  بمثلي غداة القوم بين مقنّع ... وآخر كالسكران مرتكز يفري⁣(⁣٦)

  / وفرّ من خثعم وتبعه المرقع الخثعميّ ثم الأكلبيّ، ففاته حاجز، وقال في ذلك:

  وكأنما تبع الفوارس أرنبا ... أو ظبي رابية خفافا أشعبا⁣(⁣٧)

  وكأنّما طردوا بذي نمراته ... صدعا من الأروى أحسّ مكلبا⁣(⁣٨)

  أعجزت منهم والأكفّ تنالني ... ومضت حياضهم وآبوا خيّبا

  أدعو شنوءة غثّها وسمينها ... ودعا المرقّع يوم ذلك أكلبا⁣(⁣٩)

  وقال يخاطب⁣(⁣١٠) عوض أمسى:

  أبلغ أميمة عوض أمسّى بزّنا ... سلبا وما إن سرّها ننكبا⁣(⁣١١)

  / لولا تقارب رأفة وعيونها ... حمشا مصعدا ومصوّبا⁣(⁣١٢)


(١) «جندف» بالجيم المفتوحة مع الدال تصحيح الشنقيطي: جبل باليمن. وفي بعض النسخ «خندف». والبهيم: جبل أيضا.

(٢) ترج وبيشة: قريتان متقابلتان بين مكة واليمن.

(٣) فرتي: فراري، والجرف بضم الجيم: موضع باليمن. والبعر: مكان بين مكة واليمامة، ماء لبني ربيعة بن عبد اللَّه بن كلاب.

(٤) راغية البكر: صوته. والبكر: الفتى من الإبل، يراد به بكر ناقة صالح، وهر مثل في الشؤم.

(٥) أخطت: أخطأت. وخلفه الصقر: اختلافه مرة بعد مرة. وفي الأصول: «خلفه الصقر» ثم «حلقة الصقر».

(٦) يفري: يبالغ في النكاية والقتل.

(٧) الرابية والرباة: كل ما ارتفع عن الأرض. والظبي الأشعب: البعيد ما بين القرنين.

(٨) الصدع بالعين المهملة تصحيح الشنقيطي: الفتى الشاب القوي من الأوعال وقيل هو الوسط منها. قال الأزهري: هو الوعل بين الوعلين. وفي الأصل: «صدغا». والأروى: أنثى الوعل، أو هو تيس الجبل.

(٩) شنوءة بالشين: قبيلة، وكذلك أكلب.

(١٠) وقال يخاطب، زيادة عن بعض الأصول.

(١١) في الأصول: «سلبا ما إن سرها أن تسكبا».

(١٢) كذا ورد البيت محرفا منقوصا.